الهديل

خاص الهديل: (٢ من ٢) من لودريان إلى أبو مازن: “جمهورية اليابسة اللبنانية”..

خاص الهديل:

 

في مقابل أن إدارة الديموقراطيين في البيت الأبيض، نصبت مستشار بايدن لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، كمرسم لحدود “جمهورية جزيرة لبنان البحرية” من خلال توقيع الاتفاق البحري بين لبنان وإسرائيل؛ وهو الاتفاق الذي تستعمل إدارة بايدن مصطلح “الاتفاق التاريخي” حينما تتم الإشارة اليه -؛ بمقابل ذلك فإن واقع “جمهورية لبنان الكبير” يتجه كي يصبح “جمهورية مهملة دولياً”؛ وباتت عملياً تستحق أن يطلق عليها “جمهورية اليابسة اللبنانية”، كون الاهتمام الدولي الذي تقوده فعلياً واشنطن، بات ينظر إلى لبنان بوصفه لبنانين إثنين: الأول هو لبنان البلوك ٩ واخواته البحري، وهو يلقى عناية واشنطن والعالم والإقليم؛ والثاني هو “لبنان اليابسة” المهمل دولياً، والذي يشجع العالم على جعل كل وظيفته، هي تحويله إلى مستودع ديموغرافي للهجرتين السورية والفلسطينية..

 

وضمن هذا السياق – راجع الخاص أمس – بات لبنان موزع قراره بين ثلاثة شخصيات: 

في مقدمها، والأول بينها هو آموس هوكشتاين الذي أسندت اليه إدارة بايدن ترسيم حدود “جمهورية الجزيرة اللبنانية”، وترك جمهورية اليابسة تواجه فشل أحزاب الطوائف فيها مع الاكتفاء “بسياسة تدخل الحد الأدنى للحفاظ على استقرار الحد الأدنى”..

 

والشخصية الثانية هي لودريان الذي أسندت إليه أوروبا عبر ماكرون، رسم الحل اللبناني في جمهورية اليابسة اللبنانية، كيفما اتفق، شرط أن لا يؤثر “حل كيفما اتفق” – سواء تحقق؛ أو لم يتحقق -، على خطة أوروبا بتحويل لبنان إلى مستودع للنازحين السوريين؛ وتحويله بالتالي إلى “جمهورية ديموغرافية سورية” داخل “جمهورية اليابسة اللبنانية”. 

أما الشخصية الثالثة فهي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أعلن عبر موفده عزام الأحمد أن من يحق له أن يرسم معادلة الشتات الفلسطيني عسكرياً وسياسياً في لبنان، هي رام الله “ونقطة على السطر”.. 

 

قصارى القول في هذا المجال أن مجمل سلوك هوكشتاين ولودريان وأبو مازن، يؤدي إلى معنى واحد، وهو أن “جمهورية لبنان الكبير” التي رسم خريطتها هنري غورو عام ١٩٢٠، تحولت بفعل المتغيرات الداخلية اللبنانية والإقليمية والدولية الكبرى، إلى جمهورية فاشلة، وبقي من كل دورها اليوم (بعد تفجير مرفأ بيروت وبعد حصر الاهتمام الدولي بجمورية بلوكات الغاز البحرية)، هو ما يمكن تسميته “باليابسة اللبنانية” الصالحة بفعل تحلل الدولة فوقها، لاستخدامها مستودعاً يضم بداخله النتائج الديموغرافية الكبيرة للنزوح السوري من بلدهم، ونتائج الأزمة الديموغرافية الكبيرة لعدم إمكانية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلدهم..

 

Exit mobile version