الهديل

برّي: الحوار في أوائل تشرين وأنا سأديره

“اللواء”:!

لم تتّضح صورة المواقف النّهائيّة من الدّعوة إلى الحوار، وخطاب رئيس التّيّار الوطنيّ الحر أمس في حفل إعادة تسميته رئيساً لدورة ثانية خير دليل على انتظاره لحصيلة المواقف الخارجيّة، فأعطى موقفاً رماديًّا بين الموافقة والرّفض.

أمّا في عين التّينة فاللّغة مختلفة، حيث يُكثر الرّئيس نبيه برّي من ترداد عبارات الحوار والتّشاور والتّوافق، مستشعراً خطراً يهدّد الكيان اللّبناني يُفترض أن يفرض على الجميع التّعالي فوق حساباتهم الشّخصيّة والسّياسيّة لحساب لبنان وبقائه.
ومن هذه الرّوحيّة انبثق الاتّفاق الذي تمّ بين حركتي فتح وحماس برعاية رئيس المجلس، متجاوزاً كلّ التّعقيدات الّتي تتحكّم بواقع مخيّم «عين الحلوة» والّتي يملك الرّئيس برّي إحاطة ميدانيّة وسياسيّة كاملة بها خوّلته التّدخّل في الوقت المناسب لإنضاج التّسويّة، ووقف شلّال الدّم والخراب الّذي يهدّد الأمن اللّبناني والقضيّة الفلسطينيّة على حدّ سواء.

وفيما تردّدت الكثير من الأخبار والشّائعات، عبر بعض الصّحف والمواقع الإلكترونيّة، بأنّ برّي كان قاسياً مع قادة حماس، نفى الرّئيس بري هذه الافتراءات لـ«اللواء»: «بالعكس تماماً، أنا ممتن لحركتي فتح وحماس على تجاوبهما والمساهمة في وقف الاشتباكات تمهيداً لاستكمال تطبيق باقي بنود الاتّفاق، كنت واضحاً وصادقاً مع الطّرفين وكانا كذلك معي فتمكّنا من الوصول إلى حلّ».
وهل تعتقدون بأنّه سيتمّ تسليم المطلوبين؟
«هكذا اتّفقنا والأمور تسير في الاتّجاه الصّحيح».

أمّا في ملفّ الرّئاسة، فبرغم انسداد الأفق وكثرة الحديث عن انتهاء دور موفد الخماسيّة «جان إيف لودريان» ودفنه للمبادرة الفرنسيّة، وحتّى القول بانتفاء حماسته للحوار بعد لقائه النّوّاب السّنّة في دارة السّفير السّعودي وليد بخاري، وتبنّيه وجهة نظر السّعوديّة بتأييد وصول قائد الجيش «جوزف عون»، وبرغم الحديث عن دعوة لودريان الأفرقاء الّذين التقاهم إلى البحث عن خيار ثالت بعد انعدام فرص كلّ من جهاد أزعور وسليمان فرنجيّة، إلّا أنّ تلك التّحليلات والتّأويلات تسقط بحضرة المعلومات الّتي يمتلكها رئيس المجلس، والّتي أفصح عن بعضها، في حوار معه، بما يخدم مسار التّفاهم والحوار.

فالموفد الفرنسي عائد إلى لبنان بعد اللّقاء الخماسي المزمع عقده في الأمم المتّحدة، على هامش اجتماع الجمعية العموميّة للأمم المتّحدة في «نيويورك»، ونتائج اللّقاء مع السّفير بخاري لم تكن سلبيّة كما روّج البعض.

كان هناك تمنٍّ باستبدال عبارة «حوار» بعبارة «تشاور» وهذا ما نقله لودريان إلى برّي فكان ردّ الأخير: «هنّي يقولوا تشاور وأنا بقول حوار» قاصداً بأنّ المصطلح لا يؤثّر على الجوهر.

وعن اقتناع الثّنائي الوطني باستحالة وصول الوزير السّابق سليمان فرنجيّة وإمكانيّة التّخلّي عن دعم ترشيحه قال الرّئيس برّي على طريقته: «لسّه فاكر» وابتسم ليذكّرنا بموقفه القديم الجديد الدّاعم لوصول فرنجيّة، نافياً كلّ ما يشاع في هذا الصّدد وتابع: «فليأتوا إلى الحوار ونتناقش، ولن يفرض أحدٌ رأيه على أحد، إذا اتّفقنا على اسم فبها ونعمت وإذا لم نتّفق نذهب إلى الجلسات المفتوحة».
نقاطعه لننهي الجدل الّذي قام حول ما قصده بقوله «جلسات مفتوحة ومتتالية» لأنّ كثر ادّعوا عدم فهمهم مقصد الرّئيس برّي وزعموا خوفهم من اللّعب على الكلمات للتّهرّب من الالتزامات، فردّ برّي جازماً: «جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتّى انتخاب الرّئيس، على طريقة انتخاب بابا روما؛ في أوضح من هيك؟!».

ومتى ستدعون إلى الحوار؟
«في أوائل تشرين، إذا لم تحدث أيّ مفاجأة؛ ما زال الوقت أمامنا حتّى اجتماع اللّجنة الخماسيّة، وسمعت بأنّ القطريين سيأتون إلى لبنان بطرح ما».

أليس لديكم فكرة عن الطّرح القطري؟
«لم يأتوا بعد، التقيت بوفد قطري قريبا ولكن لم نناقش الملفّ الرّئاسي».

هناك سؤال يتردّد كثيراً في الصّالونات السّياسيّة وعلى وسائل الإعلام، إذا لم تلبِّ المعارضة الدّعوة، هل ستدعون إلى الحوار بمن حضر؟
«أنا حريص على مشاركة الجميع، فالمرحلة حسّاسة ولا بدّ من مشاركة الجميع ليكون الحوار منتجاً ومثمراً، فلننتظر مواقف القوى النّهائيّة لنبني على الشّيء مقتضاه».

من سيدير الحوار؟
يقول الرّئيس برّي: «سأديره أنا وسيكون معي نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب».

يبدو الرّئيس برّي واثقاً من احتمال الوصول إلى حلّ، رغم قناعة عامّة لدى المتابعين بعكس ذلك، لكنّ برّي يراهن على لبنانيّة القوى السّياسيّة ولا يفقد الأمل، فنسأله بصراحة وشفافيّة: دولة الرّئيس؛ هل تعتقد فعلاً بإمكانيّة إنجاز الاستحقاق الرّئاسي في هذه الظّروف، وفي ظلّ الانقسام الدّاخليّ العموديّ وعدم الاتّفاق الخارجيّ على صيغة موحّدة وواضحة؟
يجيب الرّئيس برّي: «ليش لأ، المسألة بيد القوى السّياسيّة اللّبنانيّة، قلت أمس فليتّقوا الله ويتّخذوا موقفاً وطنيًّا لكي نحتفل بانتخاب الرّئيس».
بطبيعة الحال لم يقتصر الحديث مع الرّئيس نبيه برّي على ما ورد آنفاً، ثمّة الكثير من الشّؤون والشّجون الّتي يأتي أوان ذكرها، فالتّعقيدات كثيرة والمشاكل كبيرة والعتب على بعض القوى اللّبنانيّة أكبر..

Exit mobile version