الهديل

لماذا تأجّلت زيارة الموفد القطري الى لبنان؟

تبقى زيارة الموفد القطري وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد الخليفي إلى بيروت فاصلة وذات أهمية قصوى نظرا لتوقيتها، على الرغم من تأجيلها. وبالرغم من أن مهمة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في لبنان لا تزال قائمة، بحسب ما أكدته أوساط السفارة الفرنسية، بأنه سيعود بين الفترة والأخرى من أجل متابعة ومواكبة الملف الرئاسي والشأن اللبناني بشكل عام.

ومن هذا المنطلق تشير معلومات الأنباء إلى أن زيارة الموفد القطري وإن تأجلت، فذلك ليس لأي أسباب لها ارتباط بأي مبادرات أخرى بل من أجل ترقّب نتائج لقاءات واجتماعات وزراء خارجية الدول الخمس الذين يواكبون الملف اللبناني، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه داخليا حول ما ستؤول إليه هذه اللقاءات لا سيما وأنها تأتي “على قدر كبير من الأهمية بحيث هناك أجواء بأن تطورات ما قد تنتج عن هذه اللقاءات، وعلى هذه الخلفية أجّل الموفد القطري زيارته إلى حين اتضاح الصورة في نيويورك”.

وفي السياق تؤكّد المصادر أن زيارة الموفد القطري لم تكن من أجل تسويق اسم قائد الجيش لرئاسة الجمهورية “بل تم الحديث عن اسمين أو ثلاثة ولكن في طليعتهم اسم العماد جوزيف عون، بعد ما أخذ الخيار الثالث يشق طريقه، لذلك فإن جولات الموفد القطري التي ستنطلق خلال وقت ليس ببعيد، إنما هي منسقة مع السعودية بالدرجة الأولى، وثمة شراكة مع واشنطن في ظل التعاطي الأميركي في الملف اللبناني، والذي ارتفع منسوبه بعد تنحي فرنسا عن مهمتها بلبنان”.

من هنا تختم المصادر مشيرة إلى أن لقاءات وجولات الموفد القطري عندما تنطلق الساعة “ستكون بمثابة رسم خارطة طريق الملف الرئاسي، بعدما أخذت الدوحة الضوء الأخضر أميركياً، ودون إغفال أنها أيضا على تماس مباشر مع إيران، إذ إن الموفد القطري زار العاصمة الإيرانية على اعتبار أن طهران لها صلة بالثنائي الشيعي، وتحديدا مع حزب الله، وأدرك القطري هذه الناحية، وكانت زيارته إلى إيران بغية دفع الثنائي الشيعي لتسهيل جولاته ولقاءاته، ومهمته بشكل عام في لبنان”.

ختاما، مع ارتفاع أسهم “الخيار الثالث” رئاسيا في ظل كل التبديلات والتغيرات التي تحصل خارجياً في الملف اللبناني، يبقى الانتظار سيّد الموقف داخليا مع عجز السلطة السياسية عن الوصول إلى حل ونقطة التقاء تخرج البلد من كبوته. فهل ستستطيع الحركة الخارجية أن تُنقذ البلد؟

Exit mobile version