الهديل

خاص الهديل: السيد نصرالله وباسيل وفرنجية وجوزاف عون… بصراحة..

خاص الهديل:

يقوم حزب الله بفتح ثلاثة حوارات في وقت واحد، وذلك كل على حدا، مع النائب جبران باسيل، ومع الوزير سليمان فرنجية، ومع العماد جوزاف عون. 

.. حوار الحزب مع العماد جوزاف عون يقوم به سياسياً رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.. وحواره مع سليمان فرنجية يقوم به المعاون السياسي لنصر الله الحاج حسين خليل.. أما حواره مع جبران باسيل يقوم به وفيق صفا. 

وكل واحد من هذه الحوارات الثلاثة، لديه خصوصياته ومشاكله التي تبدأ من داخل الحزب وتصل إلى مواضيع الحوار والعلاقة مع الطرف الذي تتم محاورته.. 

ويمكن بشكل عام إيراد ملاحظات أساسية حول تقويم كل واحد من هذه الحوارات لغاية الساعة: 

– حوار حزب الله مع باسيل يتصف بأنه “قلق” و”متوتر” وفيه الكثير من “المناورات التي تجري على حافة الهاوية”؛ أما الحوار مع فرنجية فهو “رتيب” وتغلب عليه سمة “الانتظار المشوب بشكوك أبو طوني وبالبرود من قبل حارة حريك.. أما الحوار مع قائد الجيش فهو الأوضح؛ حيث لا محمد رعد يقول كلاماً أكثر من الموقف الحقيقي داخل الحزب وعند نصر الله، ولا قائد الجيش يطلب لنفسه أكثر مما يريد الآخرون أن يعطونه له رئيسياً. 

‐ قد لا يصل الحوار بين محمد رعد وقائد الجيش إلى نتيجة عملية؛ ولكنه يظل هو الأوضح، وهو الخالي من مناورات عض الأصابع..

.. والفرق الجوهري هنا يقع في أنه لو أيّد حزب الله ترشيح جوزاف عون، فإن اتجاهات مسيحية كثيرة وضمنها عونيين، سيلتحقون بقائد الجيش عندما يصبح رئيساً للجمهورية بوصف الشخصية المسيحية المنتصرة في معركة الرئاسة؛ أما في حال وصل حوار الحزب مع باسيل إلى نتيجة عملية وهي تأييده ترشيح فرنجية؛ فإن باسيل حينها سيذهب لينفذ اتفاقه مع حزب الله وحيداً؛ إذ أن جموع كثيرة من المسيحيين وبخاصة من التيار البرتقالي سيتخلون عنه وسيعتبرونه خرج مهزوماً من معركة “عض الأصابع” مع حزب الله. 

 – من جهة فرنجية فإن حوار حزب الله معه يقع في دائرة تحضير كل المسرح الرئاسي له؛ ابتداء من ترشيحه، مروراً بإصدار المواقف عنه وصولاً لإدارة لحظة استمراره بالترشيح أو سحب ترشيحه.. وبالمعنى السياسي، لا يوجد حوار بين فرنجية وحزب الله؛ رغم أن هناك جهات تحاول رفع مستوى العلاقة بين حارة حريك وبنشعي لمستوى سياسي متفاعل، وعدم إبقاء العلاقة جامدة في خندق التحالف العقائدي الإستراتيجي بينهما. 

ولا يخفى أن “أبو طوني” يحبذ أن يكون موجوداً في هذه الفترة التي تفصله عن موعد إجراء انتخابات فخامة الرئيس، في موقع المراقب للعلاقة بين حزب الله وباسيل من جهة والمراقب للعلاقة بين حزب الله وقائد الجيش من جهة ثانية، وبالتالي لا يفضل، أو لا يريد، أو لا يستطيع أن يكون في موقع المبادر والمتدخل، الخ.. 

وما تجدر الإشارة إليه في هذه المرحلة هو أن المرشحين الثلاثة، باتوا على معرفة بأن حارة حريك توجه مناورات مختلفة باتجاههم؛ فمن ناحية يحاول الحزب جذب باسيل لخيار فرنجية من خلال تخويفه من ارتفاع حظوظ جوزاف عون، ومن ناحية ثانية يحاول الحزب طمأنة فرنجية من خلال إظهار تعثر حواره مع باسيل؛ ومن ناحية ثالثة يحاول الحزب تطيير رسائل للداخل والخارج من خلال تظهير علني لبعض اتصالاته بقائد الجيش..

– وبالعودة لحوار الحزب مع جبران باسيل، فثمة ظلال تكتيكية تواجهه؛ فالحوار يتم من خلال وفيق صفا بصفته متخصصاً بهذا الملف، ولكن صلة صفا بملف باسيل بات يوجد لها قراءات أخرى، كالقول أنه يوجد تحت قرار نصر الله / أو داخل الحزب عدة اتجاهات بموضوع رئاسة الجمهورية، منها اتجاه يمثل صفا، وهو منحاز لتطبيع العلاقة بالكامل مع باسيل؛ واتجاه يمثله الحاج حسين خليل الذي ينتقد بقوة باسيل، والمنحاز بصلابة لصالح فرنجية؛ وهناك اتجاه ثالث يفضل/ أو ينتظر تسوية على إسم رئاسي ثالث، ولكن معاد ظهور ملامح هذا الاتجاه الذي ربما كان نصر الله يقوده بصمت، لم يحن بعد؛ وأن وقت ظهوره هو لحظة حصول تفاوض مع واشنطن والسعودية بصدده!!.

Exit mobile version