ضابط أميركي كبير في الضاحية الجنوبية؟
قبل ما يقارب الشهر، زار قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال مايكل كوريلا الضاحية الجنوبية لبيروت، تحديدًا منطقة بئر حسن التابعة عقارياً لبلدية الغبيري حيث يقع مبنى السفارة الإيرانية الجديد. كوريلا عبر من أمام مبنى السفارة ودخل إلى ثكنة هنري شهاب التابعة للجيش اللبناني والتي يرمز إلى كونها مركز قيادته في الضاحية، والتقى ضباطًا رفيعي المستوى من الجيش والمخابرات، ثم انضم معهم إلى طاولة غداء ومن ثم غادر.
بحسب المعلومات، دامت زيارة كوريلا ما يقارب الساعتين، التقى خلالها قائد فوج التدخل الرابع في الجيش اللبناني العميد إيلي عقل. كما شارك في اللقاء رئيس مكتب أمن الضاحية التابع لمخابرات الجيش العميد ماهر رعد. وشارك في اللقاء أيضًا -إلى جانب مرافقي كوريلا- ضباطًا كبارًا من الجيش.
تناول كوريلا في زيارته المحددة سلفًا والتي جاءت من ضمن الجولات الدورية التي تقوم بها قيادات “القيادة الوسطى” الأميركية إلى نقاط تمركز القوات المسلحة اللبنانية وتندرج ضمن برنامج المساعدة المخصص للجيش وتحصل عادة بالتنسيق مع قيادته، مواضيع أساسية تتعلق بالضاحية الجنوبية ودور الجيش اللبناني فيها، تحديدًا فوج التدخل الرابع، والمهام الملقاة على عاتقه والتدابير والإجراءات التي يتخذها. شرح الضباط ما يواجهونه من عقبات، وخططهم المخصصة للضاحية وطبيعة مهامهم. وتناول البحث أيضًا ملفات على صلة بالمخيمات الفلسطينية الواقعة ضمن نطاق الضاحية، من برج البراجنة إلى صبرا وشاتيلا. وبدا كوريلا مهتمًا بمعرفة بعض التفاصيل كطبيعة انتشار التنظيمات الفلسطينية داخلها. كذلك بدا مهتمًا بمعرفة ما إذا كان ثمة وجود للتنظيمات الإسلامية المتطرفة على غرار داعش، ومدى قدراتهم، والإجراءات التي يتولاها الجيش في صدد مكافحتهم.
الأمر اللافت هو أن كوريلا المصنف قائدًا لأهم قوة أميركية عسكرية منتشرة خارج حدود الولايات المتحدة ويمتد تأثيرها من أفغانستان إلى مصر، يزور الضاحية الجنوبية للمرة الأولى. ويمكن الجزم أنه الضابط العسكري الوحيد الذي زار الضاحية بهذا الشكل والحجم منذ الفرار الأميركي الكبير من مطار بيروت الدولي ومحيطه إثر التفجيرات التي طالت قوات المارينز عام 1983.
ما يمكن تسجيله من الزيارة أيضًا، أن المقر الذي شهد اجتماعات الضابط الأميركي الكبير، يقع بمحاذاة السفارة الإيرانية في بيروت، تحديدًا عند سورها الشرقي، ولا يبعد سوى أمتار عنه. ويتردد أن كوريلا تفقد ثكنة الجيش في المنطقة (هنري شهاب)، واطلع على المساحة الخضراء المسماة ملعب الغولف التي تقع إلى جوار السفارة الإيرانية أيضًا.
ما يمكن الإشارة إليه، الرغبة الأميركية التي ظهرت أخيرًا في تحقيق دخول، سياسي – عسكري، ولو شكليًا إلى المناطق المصنفة أنها خاضعة لنفوذ حزب الله. وبعدما تعمدت السفيرة الأميركية الحالية دوروثي شيا تركيز جهودها “الإغاثية – الإنسانية” على تلك المناطق تحديدًا من ضمن خطة السفارة الشاملة، حضر أخيرًا الوسيط الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتين وجال في بيروت ثم بعلبك مع تعمد السفارة نشر صور حول الزيارة