الهديل

خاص الهديل: أحزاب لبنان تعرض “الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة” للبيع للخارج: انتظار الثمن!!

خاص الهديل:

 

لا يوجد تبرير واحد مقنع للأسباب التي تدعو أحزاب لبنان لانتظار مبادرات الخارج لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، سوى تبرير واحد، وهو أن هذه الأحزاب تريد بيع رئيس الجمهورية العتيد للخارج.. 

.. البعض يريد بيع “فخامة الرئيس العتيد” لواشنطن لرفع العقوبات الأميركية عنه أو لمنع صدورها عليه؛ والبعض الآخر من النواب أو من زعماء الأحزاب يريد ثمناً مالياً أو سياسياً من جهات خارجية مقابل بيعها فخامة الرئيس؛ وهكذا…

وما تقدم، يعني أن فخامة الرئيس الجمهورية بات منصباً برسم بيعه خارجياً.. وما يحدث الآن هو أن أحزاب الداخل لم تعثر بعد على صفقة بيع دسمة لموقع رئاسة الجمهورية ولشخص فخامة الرئيس العتيد..

 

ثمة من يقول أنه ليست هذه أول مرة تعرض فيها أحزاب لبنان وزعمائها، فخامة الرئيس للبيع للخارج، وذلك تحت حجة أنه لا يمكن صناعة رئيس للجمهورية في الداخل؛ بدليل أن كل رؤساء لبنان ما عدا سليمان فرنجية جرى انتخابهم بمزاد علني خارجي.. والواقع أنه مع الوقت صارت مقولة “استحالة صناعة فخامة الرئيس في الداخل”، و”ضرورة صناعته في الخارج”، بمثابة شماعة تبرر انتظار الثمن الذي سيدفعه الخارج لأحزاب الداخل مقابل انتخابها لفخامة الرئيس.. 

 

.. من جهته حزب الله يستطيع القول أن مرشحه سليمان فرنجية، ولكن لا يستطيع إقناع ذي عقل لماذا لا يذهب إلى انتخابات في مجلس النواب من أجل إيصاله.. والواقع أن آلية حزب الله التي تقول أنه يجب التحاور من أجل إيصال فرنجية، والتي ترفض إجراء عملية انتخابية من أجل إيصاله؛ هي آلية غير مقنعة ديموقراطياً، ولكن غاياتها مفهومة لناحية أنها ترمي إلى دعوة أطراف الداخل والخارج لمقايضة كبرى من أجل توزيع حصص شراء فرنجية، أو توزيع حصص بيع فرنجية…

كما أن ترشيح جهاد أزعور على النحو الذي جرى عليه، ينطوي أيضاً على وجود شهية مفتوحة من قبل الذين رشحوه على “اقتناص فرصة” صفقة بيع وشراء: باسيل يريد عرض حصته في ترشيح أزعور لحزب الله ولمن يريد أن يشتري في الخماسية؛ وجعجع يريد عرض حصته في شركة ترشيح أزعور، للبيع في معرض مزايدة خارجي هدفه إعلان كساد سلعة ترشيح فرنجية؛ وجنبلاط يريد التوقف عند أزعور حتي يرى كيف سيكون عليه سعر صرف فخامة الرئيس العتيد في بورصة الخماسية الدولية، وذلك حينما ينضج الوقت الخارجي لانتخاب فخامته.

 

إن أحزاب لبنان ضمن المعارضة أو الموالاة – إن صح هذا التصنيف – أفرغت النظام اللبناني من محتواه الديموقراطي؛ وأفرغت موقع رئاسة الجمهورية من معناه الذي كان له طيلة الفترات السابقة؛ فأهمية رئيس الجمهورية في لبنان كانت تتمثل بأمرين إثنين لم يبق منهما اليوم أي شيء: 

 

المعنى الأول الذي كان لفخامة الرئيس هو أنه الرئيس المسيحي الوحيد في كل الشرق الأوسط؛ أما اليوم فهو الرئيس المسيحي الوحيد الذي لا تنتخبه الدولة التي يترأسها، بل تعينه الدول التي تدفع لنواب شعبه ثمن إيصاله لرئاسة الجمهورية.. 

 

الأمر الثاني – بات يجب أن يعتبر أمراً مهيناً لموقع فخامة الرئيس ولشخصه، أن يتم رشوة النواب بالمال من أجل إيصاله للرئاسة.. فمداومة أحزاب لبنان ونوابهم على هذا السلوك، بات يعني أمراً واحداً، وهو أن طريقة انتاج فخامة الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط، باتت تمثل رمزاً لإفساد الديموقراطية في الشرق الأوسط..

 

السؤال الذي يجب أن يطرق اليوم باب كل مسؤول لبناني، هو ماذا لو قرر العالم عدم بذل أي جهد لتعيين فخامة الرئيس، أو بكلام أوضح عدم دفع أي ثمن سياسي أو مالي لقاء انتخاب نواب الشعب اللبناني فخامة الرئيس العتيد؟؟.. 

هل سيؤدي هذا، إلى اضطرار أحزاب الطوائف إلى انتخاب فخامة رئيس صنع في لبنان، وذلك بشكل ديموقراطي، ومن دون نغمة “الحوار قبل الانتخاب أو بعده”؟؟؛ أم أن الأحزاب لن تصدق أن فخامة الرئيس العتيد ما عاد له ثمن في “سوق النخاسة” في الخارج، وستثابر على “انتظار الثمن الخارجي”!!..

Exit mobile version