خاص الهديل:
هناك أمران إثنان يخشى منهما جبران باسيل لأبعد الحدود:
الأمر الأول هو العماد جوزاف عون..
.. والأمر الثاني هو قائد الجيش العماد جوزاف عون…
يخشى باسيل من شخص العماد جوزاف عون كونه يمثل نموذجاً ناجحاً؛ وكونه لديه مقبولية شعبية داخلية واسعة، واحترام رسمي خارجي واسع. وكلا هذين الأمرين يفتقدهما بشكل كبير حبران باسيل.
يخشى باسيل من جوزاف عون كون الانطباع العام الإيجابي الواسع عنه يفضح الشخصيات العامة التي هناك انطباع عام سلبي عنها؛ وجبران باسيل في مقدمتهم..
.. إن أكثر ما يخشاه باسيل في هذا المجال هو أن الحراك الشعبي اللبناني، بل نظرة الشعب اللبناني إليه، شيطنته؛ وطردته من جنة مقبولية الناس له؛ فيما الشعب اللبناني يعبر كل يوم عن ثقته بالجيش وبقيادته وبشخص جوزاف عون الذي نجح في جعل مؤسسة الجيش حية، فيما يفشل الآخرون بجعل مؤسسات الدولة الأخرى تستمر بالعمل.
إن باسيل يحاول كل يوم تحطيم صورة العماد جوزاف عون، وتحطيم نموذجه الشخصي كمسؤول يتصف بالشفافية والنجاح بمقابل صورة باسيل كمسؤول يتصف بالأنانية المدمرة وبالإفساد..
وفي سعيه المفضوح في مطاردته لسراب إحراق صورة العماد جوزاف عون، يحاول باسيل جاهداً أن يوجد فصل بين جوزاف عون كقائد للجيش وبين جوزاف عون الشخص الناجح.. فيسرب داخل الصالون السياسي المحلي والخارجي نظرية أن جوزاف عون كنموذج ناجح سينتهي فور خروجه من قيادة الجيش؛ وفي هذه الجزئية يتجاهل باسيل عدم صوابية هذه النظرية؛ بدليل أنه هو نفسه – أي باسيل – احترق نموذجه وهو داخل السلطة إلى جانب عمه في قصر بعبدا؛ ولم تستطع السلطة أن تمنحه أية حماية معنوية وشعبية لشخصه.. وينسى باسيل هنا، أو يتناسى أمراً هاماً، وهو أن السلطة تبين حقيقة معدن المسؤول؛ وهنا كانت مأساة جبران باسيل الذي ظهر معدنه البخس؛ وهنا كان نجاح جوزاف عون الذي ظهر معدنه الثمين.. فالسلطة أعطت لباسيل نفوذاً ومالاً؛ ولكنها سلبت منه رصيده المعنوي؛ بينما موقع المسؤولية أعطى جوزاف عون رصيداً معنوياً ومقبولية واسعة لدى الناس ..
..وما سوف يفاجئ باسيل هو أن جوزاف عون مرشح مواصفات ومرشح نجاحه في قيادة الجيش، وليس فقط مرشحاً لكونه مستمراً بوجوده في قيادة الجيش..
ويدرك باسيل في سره هذه الحقيقة؛ ولهذا يحاول أن يشن “حملة إيحاءات” بأن كل فرص قائد الجيش لنيل الرئاسة مرتبطة ومرهونة بوجوده في قيادة الجيش، ولكن باسيل يعرف الآن، وسيتأكد غداً أن جوزاف عون هو مرشح النجاح والمواصفات المطلوبة شعبياً ودولياً لرئاسة الجمهورية..
…أما بخصوص الأمر الثاني والمتعلق بأن باسيل يخشى من قائد الجيش جوزاف عون؛ فهنا تجدر الإشارة إلى أمرين إثنين؛ أولهما أن جوزاف عون داخل قيادة الجيش مثل المناقبية العسكرية اللبنانية التي يؤمن بها أنصار التيار العوني الذين لم يصل إليهم الإفساد الباسيلي.. وهؤلاء كثر، وهم ينتظرون خلاص تيارهم من هيمنة جبران باسيل عليه.. ويدرك باسيل في سره، وقبل غيره، أن نموذج جوزاف عون هو الأقرب منه – بما لا يقاس – لروحية ما تؤمن به القاعدة الشعبية العونية..
والأمر الثاني الذي يخشاه باسيل من قائد الجيش جوزاف عون هو أن الأخير يقود النجاح داخل فشل الدولة الذي يعتبر باسيل أحد أبرز المتسببين به..
والواقع أن الأمور السابقة أعلاه هي التي تجيب عن السؤال الخاص بالسبب الذي يجعل جبران باسيل يحاصر نفسه بالخشية والخوف والرهبة من العماد جوزاف عون كشخص.. ومن العماد جوزاف عون كقائد للجيش؟؟