*صدر عن مؤسسة عامل الدولية البيان التالي:*
“يستمر العدوان الاسرائيلي الممنهج على غزة المحاصرة بلا هوادة منذ 16 عاماً، وقد شهدنا خلال اليومين الماضيين ارتقاء مئات الضحايا العزّل وجلّهم من النساء والأطفال وتدمير جزء كبير من البنية التحتية للقطاع الأكثر اكتظاظاً قي العالم، وهو ما اعتاد الجيش الاسرائيلي على ممارسته بحق أكبر سجن مفتوح للهواء في العالم، الأمر الذي دفع بالغزاويين إلى رد الفعل التحرري على غرار كل الشعوب المقهورة عبر التاريخ وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، وهو حق نصت عليه كل الشرائع والاتفاقيات الدولية.
إن مواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة وفي الأقصى وفي جنين وفي كل مكان، والإمعان في انتهاك حقوق الفلسطينيين الإنسانية، سيؤدي إلى المزيد من الصراع والمآسي، وهو يتعارض مع السعي لبناء عالم أكثر عدالة واكثر إنسانية، وذلك نتيجة لاتخاذ بعض الدول موقف منحاز مع “اسرائيل” وتقديم الدعم غير المشروط لما تقوم به بحق الفلسطينيين دون الاعتراف بحقهم في الحرية والكرامة والاستقلال.
وإننا نحيي عملية “طوفان الأقصى” التي تشكّل رد فعل طبيعي ومشروع على الانتهاكات المستمرة بحق الفلسطينيين وانكار حقهم في النضال من أجل استرداد الحقوق، والإمعان في خنق غزة والاعتداء عليها، ولا زالت مشاهد المجازر المرتكبة بحق القطاع خلال السنوات الأخيرة حاضرة في وجداننا، بينما يُنكر هذا العالم معاناة الإنسان الفلسطيني، ويمارس ازدواجية المعايير بأقبح صورة ممكنة، وفي ظل غياب العدالة واختلال الموازين حيث لا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي إلا بتحقيق العدالة للشعوب في الحرية وتقرير المصير.
إن هذه العملية هي بمثابة تذكير بأن أصحاب الحق مهما ضعفت امكانياتهم لا تموت قضيتهم اذا ما أصروا على المقاومة ضد الاحتلال، وها هم الفلسطينيون مرة جديدة يذهلون العالم ويبرهنون أن العين تقاوم المخزر وأن الحق يغلب القوة مهما طال الظلم، ونحن ندعو كل الفلسطينيين للالتفاف حول المقاومة والتمسك بهذه اللحظة التاريخية، والتسامي فوق الخلافات الفرعية، كما ندعو السلطة الفلسطينية إلى إعادة النظر في الاتفاقيات والسياسات التي تمارسها بما فيه من مصلحة للقضية الفلسطينية.
إن “عامل” تطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة التي دمر الاحتلال خلال اليومين الماضيين معظم مؤسساتها وبنيتها التحتية وأمطرها اليوم بالأسلحة المحرمة دولياً، وندعو للضغط على “اسرائيل” لايقاف عدوانها المستمر على الفلسطينيين والالتزام بالقوانين الدولية، وإننا ندعو جميع الفلسطينيين والشعوب العربية وكل أحرار العالم لدعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والحياة.
ونحيي الشعوب العربية ووقوفها بشكل حاسم إلى جانب فلسطين، وإننا نحث هذه الشعوب في الوطن وفي المغترب التحرك في كل الميادين، لتسخير كل الامكانيات لدعم شعبنا الفلسطيني، وتعزيز صموده، وتوجيه رسالة بأن التطبيع والتخاذل ومحاولات تهميش القضية الفلسطينية عبر هذه الاتفاقيات لن يثنيهم عن الدفاع عن قضيتهم المركزية وعن الوقوف إلى جانب فلسطين ولو وقف العالم كله ضدها.
إننا في “عامل” الحركة الاجتماعية التغييرية، ملتزمون بالدفاع عن القضية الفلسطينية وكل قضايا الشعوب العادلة، لأنه نضال من أجل الكرامة الإنسانية بالدرجة الأولى، وإن كل عمل إنساني لا يلتزم بقضايا الفئات الشعبية هو عمل لا يعول عليه ولا يمكن أن يكون تحررياً، وعليه فإننا ندعو كل منظمات حقوق الإنسان حول العالم اعتراف بمعاناة الشعب الفلسطيني والوقوف معه في نضاله من أجل الحرية، وعدم التساهل مع التعدي على حقوق الإنسان في فلسطين بكل شكل وفي كل يوم على مرأى ومسمع العالم كله من غير حساب.
إننا في عامل نعلن أننا سنقوم بكل ما بوسعنا لإيصال المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة، سواء عبر شركائنا أو عبر حملات نقودها بالتنسيق مع تجمع الهئيات الأهلية التطوعية اللبنانية والعربية، في ظل الوضع الإنساني الكارثي الذي يشهده القطاع وتدمير المرافق الصحية والتعليمية والمساكن وقطع كل سبل الحياة عن القطاع.
عاشت فلسطين وعاش نضال شعبنا العربي الفلسطيني في كل مكان وزمان”.