الهديل

خاص الهديل: مهمتان لحكومة الطوارئ الإسرائيلية: “إبادة غزة” و”تدمير الضاحية الجنوبية”!!..

Beit Hanoun northern gaz astrip ,on May 14, 2021

خاص الهديل:

تتصرف إسرائيل على نحو يوحي بأنها لم تكن مستعدة لخوض حرب؛ وذلك رغم أنها أجرت خلال السنوات الأخيرة العشرات من المناورات التي تحاكي إمكانية حصول حرب ضدها على عدة حبهات في آن معاً. 

وتحول نتنياهو من “ملك إسرائيل” كما اعتاد الإسرائيليون على تسميته خلال العقد الأخير، إلى “ملك مملكة اليهود الضعيفة”. 

وهناك داخل بيئات النخب الإسرائيلية أسئلة ليس عن أسباب قوة حماس والجهاد في فلسطين، وقوة حزب الله في لبنان، وقوة “عرين الأسود” في الضفة الغربية، وقوة “أهالي حي الشيخ جراح” في القدس، بل بالأساس السؤال داخل إسرائيل هو عن أسباب ضعف دولة إسرائيل العسكري والديموقراطي والمجتمعي؟؟.

ويقود هذا النوع من الأسئلة إلى جعل نخب إسرائيل تعتقد بأن المشكلة تكمن بخلل داخلي تواجهه، قبل أن تكون ناتجة عن تضخم قوة القوى التي تقاتلها.  

وهذا الاعتقاد هو الذي يقف وراء التوجه لتشكيل حكومة طوارئ، فنتنياهو وغانتس على السواء يريدان القول أن إسرائيل تجاوزت انشقاقها العامودي الاجتماعي، وهي تقاتل موحدة؛ ولكن لا اليمين الديني الإسرائيلي، ولا وسط اليمين اليساري الإسرائيلي، يصدقان أن أزمة الانقسام المجتمعي في إسرائيل وجدت حلها من خلال عقد “حفلة مصافحة” بين غانتس ونتنياهو، وبمجرد أن الرجلين تعاقبا على الخطابة على منبر القتال ضد غزة؛ حيث السؤال البديهي هنا، هو ماذا سيقول كل منهما للآخر بعد انتهاء “حرب طوفان الأقصى”؛ فهل مثلاً سيتراجع نتنياهو عن الإصلاحات القضائية؛ أو هل بالمقابل سيتراجع غانتس عن رفضها؟؟. 

إذن الجميع في إسرائيل يدرك أن حكومة الطوارئ ليست “حكومة وحدة وطنية” بالمعنى الذي مثلته حينها والذي كانت عليه حكومة الطوارئ التي تم تشكيلها بين اليسار الصهيوني واليمين الإسرائيلي قبيل حرب العام ٦٧.. فآنذاك جرى تشكيل حكومة الطوارئ قبيل نشوب حرب العام ٦٧؛ أما اليوم فيجري تشكيل حكومة الطوارئ بعد بدء الحرب؛ وعليه فإنه في حكومة الطوارئ الأولى كان الهدف توحيد الشعب وراء قرار الذهاب لشن الحرب؛ أما في حكومة الطوارئ الحالية فإن القرار هو “جر الشعب من عنقه” ليقف وراء قيادة حرب مهزومة لم يعد لديه ثقة بها. 

.. وعليه يظهر أن هناك أخطاء شائعة تتعلق بقراءة حكومة الطوارئ الإسرائيلية الراهنة، أولها أنها ليست نسخة طبق الأصل عن التجربة الناجحة المعروفة بحكومة طوارئ العام ١٩٦٧. 

ثانيها أن التسمية الحقيقية لحكومة أقصى اليمين بعد توسيعها وتطعيمها بوزراء من وسط اليمين واليسار، لا تصح عليها تسمية “حكومة طوارئ”، وأيضاً لا يصح عليها تسمية “حكومة حرب”؛ بل هي بأحسن أحوالها “لجنة إدارة الحرب” أو “لجنة جنرالات متقاعدين” سوف ينفرط عقدهم في اليوم التالي الذي تنتهي فيه حرب طوفان الأقصى.. وهذا يعني أنه لا يحب تحميل حكومة الطوارئ أي معنى سياسي عميق أو حقيقي، ولا يجب اعتبارها خطوة باتجاه حل أزمة الانقسام المجتمعي الإسرائيلي، أو باتجاه تحقيق توازن بين اليمين وبين اليسار في قرار الحرب الإسرائيلي، خاصة بعد أن تبين أن غفير وصديقه الوزير الآخر المتطرف، ليسا أكثر من ممثلين فاشلين داخل سيرك “مسرح الأكذوبة الكوميدية”.

ثالث الأخطاء العالقة بنظرة المراقبين لحكومة الطوارئ الإسرائيلية تتعلق بأن تل أبيب أرادت الاستعانة على عجل بمجموعة من الجنرالات المتقاعدين وذوي الخبرة العسكرية، لسد النقص الكبير بالمعرفة العسكرية الموجود في حكومة أقصى اليمين.. ولكن اللافت في الجنرالات الذين تم استقدامهم إلى داخل لجنة الحرب المنبثقة عن حكومة الطوارئ، والتي سيكون بيدها قرار قيادة المعركة، يتمثل في أنهم من ذوي الخبرة في ارتكاب جرائم الحرب، وليسوا جنرالات يمتهنون قدرات على صلة بإيصال الحرب إلى نتائج سياسية تخدم إحلال الاستقرار والسلام. وأبرز جنرالين فيها برتبة وزيرين في لجنة الحرب المنبثقة عن حكومة الطوارئ هما وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق غادي ايزنكوت؛ فغالانت يريد غسل عار فشله الناتج عن أن ٧ تشرين الفلسطيني حصل في عهده، وعليه فهو يريد تدمير غزة ليزرع علم انتقامه من هزيمته فوق جثث أبنائها، أما رون دبرمر وهو الوزير الثاني في لجنة الطوارئ فهو معروف أن له نظريات عن ضرورة نقل سكان غزة إلى سيناء..

أما الوزير الثاني الأبرز داخل لجنة الطوارئ للحرب فهو ايزنكوت الذي له نظريات تدرس في كليات الحرب الأميركية، وواحدة من أبرز نظرياته هي دعوته لتدمير الضاحية الجنوبية ومحوها من الوجود..

وكان لافتاً أن غانتس لمّح لأهمية وجود ايزنكوت داخل لجنة حكومة الطوارئ حينما قال أمس في مداخلته مع نتنياهو وغالانت أنه ليس فقط غزة ستذوق طعم دمارنا، بل أن الضاحية الجنوبية ستشعر بقوة إسرائيل أيضاً.

وكل ما تقدم يقود إلى استنتاج اساسي وهي أن حكومة الطوارئ تم تشكيلها لتكون لجنة جنرالات مستعدين لأسباب ايديولوجية أو سياسية لارتكاب جرائم حرب أهم عنوانين فيها: تدمير غزة وتهجير أهلها إلى سيناء.. وتدمير الضاحية وشطبها من الوجود كرسالة انتقام من حزب الله.

ودور نتنياهو داخل لجنة طوارئ الحرب أنه قام بالحصول على الدعم الدولي الغربي لارتكاب لجنة حكومة طوارئ الحرب جرائم الإبادة الحربية، وذلك تحت عنوان تصفية حماس التي هي “داعش غزة” والانتقام من حزب الله الذي يريد إعادة اليهود لأيام المحرقة النازية!!.

Exit mobile version