الهديل

أدوية التنحيف: فخٌ بعواقب وخيمة!!!

أدوية التنحيف: فخٌ بعواقب وخيمة!!!
يلجأ الكثيرون ممن يعانون من السمنة إلى حبوب التنحيف لاعتقادهم أنها تشكل عقاراً  مثالياً لإنقاص الوزن بشكل سريع دون عناء الريجيم الذي يحتاج إلى وقت طويل وإرادة قوية وإلى المزيد من الصبر، ولكن الكثير منهم لا يدركون مضار تلك الحبوب، وللأسف الشديد هناك من يقع في فخ تلك العقاقير التي تحول صحة الإنسان إلى ملهاة تتخبط بها الأدوية..
الآثار الجانبية
تشمل الآثار الجانبية لأدوية التنحيف ارتفاع ضغط الدم الرئوي وهو اضطراب نادر ومميت بالإضافة إلى الأمراض التالية: زيادة معدل ضربات القلب والأرق وجفاف الفم والإمساك.
لذا من الضروري توعية الأشخاص الذين يرغبون باستخدامها إلى المخاطر التي تنجم عنها.
أبرز العقاقير
دواء LIRAGLUTIDE
يتم أخذه على شكل حقن تحت الجلد ومن أعراضه الجانبية الشائعة الإسهال، الإمساك، الغازات وحرقة المعدة. أما بالنسبة لأضراره التي تستدعي إعلام الطبيب فوراً جفاف الفم والعطش، الدوخة التي تنتج عن الإسهال والقيء المستمر، بالإضافة إلى مشاكل في الكلى مثل تغيير كمية البول وإصفرار  الجلد وتغييرات في المزاج وسرعة ضربات القلب، وعلامات انخفاض السكر مثل التعرق والرعشة وتسرع ضربات القلب ووخز في الأطراف وحساسية مثل الطفح الجلدي وصعوبة في التنفس.

دواء ORLISTAT
يوجد هذا الدواء على شكل كبسولات يعمل على امتصاص جزء من الدهون الموجودة في الوجبة، ومن آثاره الجانبية الشائعة وجع في البطن أو الظهر، عدم التحكم في حركة الأمعاء.
أما بالنسبة لأضراره التي تتطلب استشارة طبيب فهي: ألم في المثانة، السعال، الإسهال، قشعريرة، صعوبة في التنفس، فقدان الشهية، احتقان الأذن أو سيلان الأنف وبراز فاتح اللون.
المكملات الغذائية
بالإضافة إلى العقاقير هناك أيضاً الأضرار التي تحتوي عليها المكملات الغذائية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية كونها كما يدعي كثيرون، أنها لا تسبب أضراراً كأدوية التنحيف الشائعة وهذا قطعاً غير صحيح ويجب استشارة طبيب قبل استخدامها، فقد تسبب مخاطر كبيرة على الصحة لعدم خضوعها لتجارب سريرية غالباً.
بعض تلك المكملات وأضرارها:
حمض الهيدوكستريك: يسبب مشكلات في القلب والاوعية الدموية والعضلات والكبد.
الايفيدرا: تم حظر هذه المادة فهي تسبب مشكلات في القلب وهي تقع تخت خانة   المكملات الغير مرخصة والممنوعة.
أما حبوب التنحيف الـ Slimming فهي تعمل على سد الشهية وامتصاص الدهون من الطعام في الأمعاء وتتجلى أضرارها بالعصبية والتوتر، زيادة معدلات ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم.
قد تتحول كبسولات التنحيف إلى إدمان للذين يعتبرونها حلاً سريعاً لفقدان الوزن ويلاحظ ذلك عند حدوث العلامات التالية:
تناول كمية أكبر من الجرعات الموصى بها في الوصفة المرفقة بالعقار.
تناول أكثر من دواء للتنحيف في وقت واحد.
عدم استشارة الطبيب قبل شراء أدوية التنحيف.
يؤدي الإفراط في تناول أدوية التنحيف إلى خطر الإصابة بالسكتة القلبية أو السكتة الدماغية ويزيد من فرص تلف الكلى والكبد وقد يؤدي في نهاية الأمر إلى الوفاة.

أما دواء “سيماغلوتايد” الشائع استخدامه بين اللذين يريدون الوصول إلى الوزن المثالي، فقد أجرى الباحثون دراستهم على نحو 5400 مريض يعانون من السمنة المفرطة فأظهرت النتائج أن المرضى اللذين عولجوا باستخدام هذا العقار هم أكثر عرضة بنحو تسعة أضعاف لخطر الإصابة بالتهاب البنكرياس، وبما يفوق أربعة أضعاف لخطر الإصابة بانسداد الأمعاء كما ينعكس على الجهاز الهضمي ويسبب الغثيان والقيء والألم.
رأي أخصائية التغذية دكتورة أبو رضوان
تشرح أخصائية التغذية دكتورة أمينة أبو رضوان لموقع “الهديل الإلكتروني” أن هنالك جدلاً كبيراً يدور بين الناس وبين أخصائي التغذية حول حبوب التنحيف، لكن ما يجب التنبه إليه أنه ليس كل شيء موصوف يعني بالضرورة أنه صحي.

تحدثت أبو رضوان عن تعدد حبوب التنحيف فمنها القاطعة للشهية التي تعمل على زيادة إفراز هرمون الشبع في الجسم، وأخرى تعمل على حرق الدهون وترفع الـMetabolism  في الجسم، وهنالك أنواع تعمل على زيادة إدرار البول ولكنها لا تمتص الدهون، وتضيف أن حبوب التنحيف أصبحت كثيرة والمشكلة أن الناس لا يدركون ولا يبحثون ليعرفوا المزيد عن أضرارها، فهي قد تكون مشجعة في البداية عندما يخسر المريض بعض الكيلوغرامات لكن مخاطرها تظهر خلال المدى البعيد، حيث أن تناول كميات كبيرة منها وخلال فترات طويلة قد يؤدي إلى الوفاة.
وقد أثبتت العديد من الدراسات أن زيادة معدل الوفيات في أوساط من يتناولون حبوب التنحيف في تصاعد مستمر.
تضيف أبو رضوان أن هذه الحبوب قد تؤدي إلى عدم توازن في الجهاز العصبي فتسبب حالات الاكتئاب والصداع، كما ترفع الضغط وتسرع ضربات القلب وتؤدي إلى نقص الفيتامينات المهمة للجسم، ومن المؤكد أن حبوب التنحيف تضر بالكلى وتسبب على المدى البعيد القصور الكلوي .
كما أنها واحدة من مسببات مرض السرطان على المدى الطويل بسبب وجود مادة الكروم وهي من المواد المسرطنة.
ومن أكثر عوامل انتشار أدوية التنحيف هو انتشار موجة شراء الأدوية عبر الإنترنت ومن دون وصفة طبية ومن دون دراسات مسبقة لهذه الحبوب وتناولها بشكل عشوائي، فقد تسبب الدخول إلى المستشفى وقد ينتهي الأمر إلى دخول المريض في غيبوبة، وتضيف أبو رضوان أن هناك حبوب تنحيف معترف بها ويمكن استخدامها في الحالات القصوى ولفترة  قصيرة لكن يجب تناولها مع الفيتامينات المناسبة للجسم وتحت إشراف طبيب، وغير ذلك فإن تلك الحبوب تشكل خطراً داهماً على حياة الإنسان.
وحذرت الدكتورة أبو رضوان من خطورة التسويق لتلك العقاقير على أنها الحل السحري والسريع لمشكلة السمنة، لكن العلم يثبت عكس هذا الشيء وهذه الأدوية تعتبر تهديداً حقيقياً لصحة الإنسان، خاصة أنها عادة تكون مجهولة المصدر ولا يُعرف إذا كانت حقيقية أم مغشوشة، ويتم التسويق لهذه الأدوية عن طريق الإنترنت، وللأسف هناك إقبال كبير على شرائها خاصة من قبل الأشخاص الذين يعانون من السمنة ويصدقون الإعلانات التي توهم بإنقاص الوزن 10 كيلو فما فوق خلال الشهر الواحد،  ولا يدركون أن لهذه الأدوية مضاعفات كثيرة وخطيرة على صحة الإنسان.
كلمة لا بد منها…
يجب علينا أن ندرك تماماً أنه لا يوجد أي دواء قادر على إنقاص الوزن 10 كيلو في الشهر، هذا الكلام يتم اعتماده للتسويق فقط وفي النهاية هم يسوقون لأدوية قاتلة وخطيرة جداً على الصحة.

لذلك لا يجب أن نتناول أدوية غير مرخصة من وزارة الصحة ومجهولة المصدر، فبدل التهافت على تناول هذه الأدوية يجب أن يتبع المريض حمية غذائية صحية وسليمة من أجل إنقاص الوزن بطريقة صحية وآمنة.
Exit mobile version