الهديل

لا توجد قوّة في العالم تستطيع أن تلغي الشعب الفلسطيني

لا توجد قوّة في العالم تستطيع أن تلغي الشعب الفلسطيني

كتب عوني الكعكي:

يبدو ان إسرائيل لم تتعلم ولا تريد أن تتعلم بأنّ إلغاء الشعب الفلسطيني مستحيل.

نعم، نقولها بالفم الملآن: إنّ هذا الشعب الجبار وبالرغم من مرور 75 سنة على ممارسة جميع أنواع القمع والتنكيل والقتل والتشريد والتجويع والقتال ضدّه، وممارسة جميع أنواع العنف والتعذيب والقتل أيضاً… وهذا الشعب البطل لا يزال صامداً، يقاوم بفخر واعتزاز.. وهنا أتذكّر انني كنت في عمّان لمناسبة اجتماعية، اجتمعت خلالها بعدد من المسؤولين وكبار السياسيين في الأردن. يومذاك قال لنا مسؤول أردني كبير: «إنّ القيادة الفلسطينية لا تستطيع تلبية طلبات المواطنين الذين سجلوا أسماءهم ليقوموا بعمليات انتحارية ضد إسرائيل».

أضاف قائلاً: «إنّ عدداً كبيراً منهم لم يعد ينتظر أن يأتي دوره… لذلك فإنه يختار العملية التي يريد أن يقوم بها ويفعلها من دون أي إعلام للقيادة أو لأحد آخر».

كذلك لا يذهب من مخيّلتي صورة أم، أعني سيّدة فلسطينية استشهد ثلاثة من أبنائها، فأجريت مقابلة تلفزيونية معها، فكانت تقول للمذيع: «لا يهمني أن يُقْدم اليهود على قتل ابني بل العكس هو الصحيح، فأنا أفتخر أن أكون والدة شهيد».. أضافت إنها لن تتوقف عن إنجاب أطفال آخرين، لأنها مستعدة أن تكون «فبركة أولاد» بغية تقديمهم للشهادة.

هذا الشعب الذي يتميّز بهذه الصفات، هو نوع فريد من نوعه، فكيف يمكن أن يُقضى عليه؟

نقول لإسرائيل: إنّ كل أساطيل وطائرات وقذائف ومدافع العالم لن تستطيع أن تُـجْبِر الشعب الفلسطيني على ترك الشعب اليهودي مرتاحاً إلاّ بقيام دولة فلسطينية…

وكما قلنا ونردّد: إنّ الشعب الفلسطيني يريد دولة مهما طال الوقت، ومهما قدّم من تضحيات هو يعتبرها من الواجبات الوطنية.

يبدو ان إسرائيل لا تفهم معنى الشهادة، ولا تفهم ان الشعب الفلسطيني شعب «يُفَبْرِك» الشهداء… وكما نعلم فإنّ الشهيد هو أنبل بني البشر ومثواه الأخير في الجنّة، ونسيت أن أذكر أيضاً ان فرحة الشهيد بالاستشهاد لا توازيها فرحة.

75 سنة والشعب البطل يزداد قوة وعزماً وإصراراً على تحرير أرضه.. وهنا، على اليهود أن يتذكروا عملية «طوفان الأقصى» حين استطاع 1200 مقاتل من الفلسطينيين وخلال ساعات أن يحتلوا أربعين مستعمرة ويأسروا 200 مستوطن ويقتلوا ألف عسكري إسرائيلي خلال الساعات الأولى من العملية وفي عيد الغفران»، وهذه هي المرّة الثانية التي يقوم فيها العرب بتلقين إسرائيل دروساً لن تنساها:

فالمرّة الأولى كانت بعد 25 سنة، وأعني هنا «حرب 6 أكتوبر» التحريرية، والبطولات التي قامت بها الجيوش المصرية والسورية والأردنية والعراقية والكويتية والسعودية والمغربية في مصر، وأعني هنا عبور وتدمير «خط بارليف»، ومن الجهة الشمالية، الجيش السوري الذي وصل الى نهر الأردن.

أخيراً، أنصح اليهود أن يقوموا بإعطاء الفلسطينيين الحق بإقامة دولة فلسطين، لأنّ هذا هو الحل الوحيد…

Exit mobile version