دكتور غسان ابو ستة.. طبيب برتبة انسان
عادة يفضل المغتربون زيارة اوطانهم في اوقات الرخاء للاستجمام ورؤية الاهل ويفرون منها وقت الحروب والازمات، وهو على عكس ما يقوم به طبيب الجراحة واعادة الترميم. الفلسطيني البريطاني غسان ابو ستة لا يعود الى فلسطين الا في اوقات الحروب والازمات لمد يد العون لاهله ويساعد في تمضيض جراحهم والتخفيف عنهم .
قبل ساعات من احكام إسرائيل الحصار التام على قطاع غزة في اعقاب شن المقاومة الفلسطينية عملية (طوفان الاقصى) نجح دكتور غسان مرة اخرى في النفاذ الى قطاع غزة عبر معبر رفح لينضم الي فرق القطاع الصحي التي تكافح من اجل انقاذ الالاف من المصابين في قطاع صحي متهالك بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
علاوة على عمله الطبي والاكاديمي وتطوعه لاسعاف جرحى الحروب في غزة و المنطقة، يوظف دكتور غسان شجاعة معرفته الطبية في خدمة القضية الفلسطينية وضحايا من المدنيين و الاطفال..
منذ بداية الحرب الإسرائيلية الشرسة على غزة، لا يكتفي دكتور غسان بتضميد الجراح، وانما يوظف حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لفضح المجازر ضد الانسانية التي ترتكب بحق الابرياء والمدنيين، وغالبيتهم من الاطفال. ويقول الدكتور غسان ” لا مكان اكثر وحشة في الكون من محيط سرير طفل موجوع لم تعد لديه عائلة تعتني به.
ويتحدث د. غسان عن النقص الحاد في الادوية والمستلزمات الصحية وازمة غياب الوقود والطاقة وتهديد الارواح وحجم الاصابات التي تعجز الاطقم الصحية عن مواجهته، إضافة إلى ارتفاع اعداد المصابين من الاطفال.
وأضاف ان ما بين 30 الي 40 % من المصابين الذي يتعامل معهم هم اطفال، وتحدث عن اقامته بشكل كامل في المستشفى لان الخروج منها والعودة اليها في منتهى الخطورة.
بالرغم من ان ما يقدمه لوطنه وللانسانية يبعث عليه الثناء، يعرب د. غسان عبر حسابه على اكس عن شعوره بالاجلال والاعجاب بالعاملين في القطاع الصحي في غزة حيث يلتحق الاطباء و الممرضون باي مستشفى يمكنهم الوصول اليه ولا يغادرون العمل الا لضمان سلامة اسرهم. وأحياناً يعودون إلى نفس المبنى، ليعملوا، يأكلوا ويناموا فيه إذا قضت الحاجة.