الهديل

خاص الهديل: “توقعوا زوالها”.. هل تلفظ إسرائيل أنفاسها الأخيرة؟

خاص الهديل:

لم تكن مشاهد الهلع والفرار الجماعي للمستوطنين وعجز الجيش الإسرائيلي مجرد معركة عسكرية رابحة فقط، بعد اجتياح المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري غلاف غزة ومستوطناتها على امتداد 45 كيلومترا ، ولم يكن النزوح حكراً على الفلسطينيين بل تخطّى حدود الأمان للمستوطنين. فمشاهد الازدحام غير المسبوق في مطار تل أبيب – الذي تعطل بعد قصف المقاومة في ذلك اليوم، والمطارات الأخرى أكبر من أن تفسر بسياقات السفر العادية، فمعظم من يخرجون باتوا لا يعودون، ويضرب كل ذلك عمق العقيدة الصهيونية التي تقوم على عنصر الإحلال والاستقرار وتشجيع الهجرة المكثفة إلى “أرض الميعاد”، والذي كان هاجس الوكالة اليهودية منذ تأسيسها عام 1922.

بالنسبة للكثيرين لم تعد إسرائيل دولة آمنة، وتشير ظاهرة الهجرة العكسية المتزايدة إلى انكسار أسباب الاستقرار المبنية على الأمن.

وقد نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قوله “تحت قيادتي، وقفت الولايات المتحدة في تضامن كامل مع إسرائيل”، بمحاولة واضحة للحد من الضرر الناجم عن تعليقاته الساخرة من إسرائيل بعد هجوم حماس، وقوله في تصريح لافت أنه “سيتم القضاء على إسرائيل”.

وصرح بيني موريس أحد أهم المؤرخين الإسرائيليين، في السنوات الأخيرة، وبعد استخراجه عددا كبيرا من الوثائق المحفوظة في الأرشيفات، وكشفه بكتبه عن المجازر التي ارتكبتها المنظمات الصهيونية، ولاحقا الجيش الإسرائيلي، في العام 1948، بأنه “خلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض، إمّا مطاردة أو مقتولة وصاحب الحظ من يستطيع الهروب إلى أوروبا أو أميركا.”

وقبل 7 سنوات نشر الصحافي الإسرائيلي آري شافيط مقالة متشائمة ويائسة يدعو فيها إلى الرحيل من إسرائيل وتوقّع أن تلفظ إسرائيل أنفاسها الأخيرة.

كما لفت يوفال ديسكين، الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي شاباك إلى أن إسرائيل لن تبق إلى الجيل القادم.

وعبّر وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس عن قلقه قائلاً “إن المخاوف من سيطرة الفلسطينيين على إسرائيل في المستقبل ليست بعيدة عن الواقع، وإن إسرائيل ستتقلص خلال السنوات المقبلة لتصبح بين مستوطنتي غديرا والخضيرة.

 

واستمرّت المخاوف والتصريحات لتصل إلى مائير داغان رئيس جهاز الموساد السابق إذ قال أيضاً “أشعر بخطر على ضياع الحلم الصهيوني”.

وأكد روني دانييل، وهو محلل عسكري أن “انا غير مطمئن ان اولادي سيكون لهم مستقبل في هذه الدولة (اسرائيل)، ولا اظن انهم سيبقون في هذه البلاد”.

 

وقد أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك في مقال نشر بصحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى هذه التحديات والتخوفات، حينما استحضر تاريخياً بداية زوال مملكتَي اليهود على أعتاب العقد الثامن من عمرهما، ُمبدِياً تخوُّفه من أن يحيق هذا المصير بإسرائيل التي أبدت “قدرة ناقصة في الوجود السيادي السياسي”.

اتهم عكيفا إلدار، صحافي إسرائيلي يساري، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضع إسرائيل بمواجهة النزاع مع إيران، وأنه بإدارته وأسلوبه السياسي سيؤدي إلى سقوط الصهيونية في مدة إقصاها 25 عاماً.

ومن جهته أكد نتنياهو أنه سيجتهد لأن تبلغ إسرائيل عيد ميلادها المائة “لكن هذا ليس بديهياً، فالتاريخ يعلمنا أنه لم تعمر دولة للشعب اليهودي أكثر من ثمانين سنة وهي دولة الحشمونائيم.”

فيما أكد المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس أن إسرائيل مكان ستغرب شمسه وسيشهد انحلالا أو غوصا في الوحل، وخلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض، إما مطارَدين أو مقتولين.

وإن غداً لناظره قريب…

Exit mobile version