الهديل

خاص الهديل: “السر” الذي جعل نصر الله يقبل بالعودة للتواصل المباشر مع باسيل!؟..

خاص الهديل:

في حركة أرادها باسيل أن تكون مفاجئة للواقع السياسي اللبناني قام باسيل بما يشبه مبادرة “تصفيير مشاكله مع كل خصومه السياسيين” وذلك تحت عنوان أنه يقوم بدور لجعل البلد يستجيب لتحديات تداعيات طوفان الأقصى عليه..

وبدأ باسيل رحلة الإتصالات مع السيد حسن نصر الله الذي كان طوال الفترة الماضية يضع شرطاً على باسيل للقبول بمعاودة التواصل المباشر معه.. وعليه فإن عودة الحرارة للخط الساخن بين “الصهر” وبين “السيد” يطرح السؤال عن نقطة هامة وحيوية تحتاج إلى ضرورة أن يمر وقت بسيط عليها، حتى يمكن التأكد منها؛ ومفاد هذه النقطة يتضمنها السؤال التالي: هل الاتصال الهاتفي الذي جرى بين باسيل والسيد حسن نصر الله، حصل بحكم أن نصر الله استجاب لواقع ظروف رغبته بتحصين الساحة الداخلية بوجه الخطر المحدق بلبنان جراء تداعيات طوفان الاقصى؛ أم أن هذا الاتصال جرى نتيجة “تطور ما جذري” حدث على مستوى ملف رئاسة الجمهورية، وملف الحوار بين باسيل والحزب بهذا الخصوص؟؟.

والواقع أن الأسباب الموجبة التي تدعو لطرح هذا السؤال، هي أولاً أن السيد نصر الله كان وضع شرطاً للقبول بالحوار المباشر مع جبران باسيل، وهو قبول الأخير بترشيح سليمان فرنجية؛ وثانياً، لأن باسيل كان رفض هذا الشرط؛ وهو الأمر الذي تسبب بوقف اتصاله المباشر بنصر الله، وثالثاً لأن أجواء حزب الله كانت تجزم في الآونة الأخيرة على أنه في اللحظة التي يتم فيها لقاء أو تواصل مباشر بين السيد نصر الله وباسيل، فإن ذلك يعني أن الأخير وافق على ترشيح فرنجية، وقبل موافقته على فرنجية لن يحصل أي تواصل مباشر بين السيد والصهر. 

.. وعليه، ما يجب انتظاره الآن هو معرفة ما إذا كان قبول نصر الله بالتحادث المباشر مع باسيل، هو علامة كبيرة على أن الأخير وافق على شرط نصر الله بخصوص قبوله بترشيح فرنجية؟؟.. أم أن باسيل عرف كيف يستغل حدث طوفان الأقصى، ليجعل نصر الله يكسر شرطه للتحادث معه، ويقوم بمحادثته من زاوية أن الحدث الراهن، أكبر من اعتبارات التوقف عند الشروط والشروط المضادة ذات الصلة بالخلاف حول الرئاسة الأولى بين حارة حريك وميرنا الشالوحي!!..

 ليس مضموناً أن باسيل بوارد الإستجابة لشرط نصر الله الرئاسي؛ بل الأقرب للتصور هو أن باسيل يناور رئاسياً على حبال رغبة نصر الله بتقليل المعارضة الداخلية لموقفه من طوفان الأقصى.. والصادم هنا هو أن جبران باسيل ينظر إلى “طوفان الأقصى”، بوصفه مشهداً من مشاهد السباق على رئاسة الجمهورية بينه وبين سليمان فرنجية، وبينه وبين قائد الجيش جوزاف عون!!.. 

..وهذا الأمر يحدث فقط داخل تخيلات باسيل عن الواقع السياسي في المنطقة وفي لبنان، الذي يظنه أنه بمجمله يدور حول نقطة اهتمامه بأن يكون فخامة الرئيس العتيد.. وعلمياً يعتبر هذا السلوك مرضياً؛ وأقرب تشبيه له في الطب النفسي، هو مرض “الاضطراب العصبي”.. 

صحيح أن معظم الشخصيات المارونية يصبح لديها عوارض “الاضطراب العصبي” حينما تدخل موسم الإنتخابات الرئاسية في لبنان؛ ولكن نوعية نوبات الاضطراب الرئاسي التي يعاني منها باسيل غير مسبوقة؛ وذات عوارض نافرة وصادمة ومدمرة بنفس الوقت..

وفي هذا المجال، ربما كان سمير جعجع محقاً حينما يقول أن التيار الوطني الحر، كما يراه جبران باسيل، وأيضاً كما يراه عمه ميشال عون، هو ” تيار رئاسي” وليس تياراً سياسياً، بمعنى أن كل علة وجود هذا التيار كان السعي لأن يكون “العم عون” رئيساً، وحالياً كي يكون “الصهر باسيل” رئيساً.. فالتيار البرتقالي يتحالف مع كل طرف يقربه من الرئاسة، بغض النظر عن هوية هذا الطرف، ويتصادم مع كل طرف يبعده عن الرئاسة، بغض النظر عن هوية هذا الطرف.. ولذلك فإنه عندما يجد باسيل أن حزب الله لم يعد بالنسبة إليه “سلماً” يرتقيه للوصول إلى بعبدا، فإنه سيدير ظهره لحارة حريك..

ويحاول باسيل في هذه المرحلة إبراز صورة له تظهره أنه “مايسترو وطني” داخل الحياة السياسية في لبنان؛ وهي صورة تختلف عن سعيه السابق ليكون “اختراقاً سياسياً للحالة الوطنية اللبنانية”. والجملة السياسية التي يريد باسيل إيصالها، هي أنه مبادر للم شمل الصف الوطني للإستجابة لاحتمالات أن يحدث في لبنان ما يحدث اليوم في غزة. ولاشك أن باسيل يستطيع جمع الصور الفوتوغرافية والإعلامية مع كل خصومه و”عدم خصومه” (كونه ليس له أصدقاء) الذين زارهم في إطار مبادرته للم الصف الوطني؛ ولكنه لن يستطيع أن يوحد مواقفهم حول المطلوب فعله سياسياً لتجنب إلحاق لبنان بنادي كارثة غزة؛ وليس هذا بالأساس ما يريده باسيل الذي يسعى إلى إظهار أنه في وقت الأزمات المصيرية يستطيع أن يتحول من لاعب سيرك على حبال تناقضات القوى السياسية، إلى صاحب دور وطني تتقاطع عند مبادراته المواقف الوطنية للقوى السياسية اللبنانية.. وهذه الصورة له كفيلة من وجهة نظره، بأن ترشحه لرئاسة الجمهورية بوصفه “مرشح استجابة لبنان لمرحلة الخطر الإستثنائي الداهم”..

Exit mobile version