الهديل

مخاوف من تدميرها.. إليكم ما ستشهده مستشفيات لبنان خلال أي حرب!

 

رغم الأزمة الإقتصادية التي أرهقتها منذ العام 2019، تسعى المستشفيات في لبنان بشقيها الخاص والحكوميّ إلى الاستعداد لأي حرب محتملة مع العدو الإسرائيليّ في ظل التصعيد المتزايد عند الحدود الجنوبية.المرافق الصحية حالياً تراقب الأحداث العسكرية وتترقب ما قد يجري وسط مخاوف وصعوبات عديدة، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تلك المستشفيات جاهزة فعلياً لمواكبة أي معركة في ظلّ الأزمة المالية التي تعيشها؟ وهل لديها مقومات للصمود؟ وهل سيناريو انهيار القطاع الصحي في لبنان وارد خلال أيّ حرب؟خطة طوارئ وغرفة عمليات

يقول رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبد الله، إنّ وزارة الصحة العامة عملت بالتعاون مع المستشفيات والمنظمات الدولية على وضع خطة طوارئ تدعمها الحكومة، من أجل تجهيز القطاع الصحي وجعله مستعداً لأي حرب.وفي حديثه إلى “بلينكس”، يوضح عبدالله أن تلك الخطة تشمل جميع المستشفيات، الحكومية والخاصة، مشيراً إلى أن هناك مساعٍ لتجهيز مستشفيات عديدة أساسية لتكون رأس الحربة في أي حربٍ قد تُفرض على لبنان.من جهته، يكشف نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون لـ”بلينكس” أنه ستكون هناك غرفة عمليات في وزارة الصحة لكي تدير مهام توجيه المصابين إلى المستشفيات بشكلٍ مضبوط.يشير هارون إلى أنّ دور تلك الغرفة هو معرفة احتياجات كل مستشفى وقدرته الاستيعابية، وسيكون هذا الأمر بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني ومنظمة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية.أزمة مالية تعرقل تمويل خطة الطوارئيتفق عبد الله وهارون على وجود أزمة مالية على صعيد القطاع الصحي والطبي، لاسيما في حال نشوب حرب، علماً أن الحكومة أقرّت اعتماداً مالياً قدره ترليون ليرة (قرابة 11 مليون دولار على سعر صرف 89500 ليرة لبنانية).ويؤكد عبد الله أن هذا التمويل غير كافٍ، وبالتالي يتم السعي لتأمين تمويل أكبر عبر المنظمات الدولية والسفارات في لبنان.بدوره، يقول هارون إن وزير الصحة فراس الأبيض يعمل لتأمين أموالٍ لازمة للعمليات الصحية، لافتاً إلى أن التكاليف باهظة وهناك مستلزمات طبية كثيرة تحتاجها المستشفيات في حال نشوب أي نزاع.أزمة أطباءيكشف هارون أن هناك نقصاً كبيراً في عدد الأطباء المتخصصين بالجراحة، خصوصاً أولئك الذين يُجرون عمليات دقيقة كجراحة الشرايين والأعصاب والدماغ، ويضيف: “المشكلة كبيرة على هذا الصعيد، فعدد هؤلاء الأطباء ضئيل والاعتماد يكون عليهم في أي حرب. الأزمة المالية التي بدأت عام 2019 دفعتهم للسفر وترك لبنان، ولا يمكن لأي جهة معالجة هذا الأمر بسهولة لأن استقدام الأطباء من الخارج مسألة ليست عادية”.من ناحيته، يقول عبد الله إنّ الحديث عن نقص هائل في الأطباء “ليس دقيقاً جديداً”، لافتاً إلى أن واقع النقص في الكادرات الطبية لم يصل إلى وضعٍ حرج للقول إن هناك أزمة كبرى ونقصاً حاداً في الأطباء والجراحين.هل فرق الإسعاف جاهزة؟المدير العام للصليب الأحمر اللبناني أنطوان الزغبي قال لـ”بلينكس” إنّ المنظمة على جهوزية تامة في حال حصول أي حرب، مشيراً إلى أنه لدى الصليب الأحمر خطة استباقية، وهي وضعت الآن الحرب في سلم الأولويات لديها.الزغبي يوضح أن هناك جهوزية لإدارة الكوارث، كما أن شبكة بنوك الدم لديها موجودة على مختلف الأراضي اللبنانية، وهي على استعداد لتزويد المستشفيات بأيّ أمرٍ تحتاجه.يشير الزغبي أيضاً إلى أن هناك مستوصفات تابعة للصليب الأحمر تعمل بشكل دائم، لافتاً إلى أنه ليس من صلاحيات المنظمة إقامة مستشفيات ميدانية.وأضاف: “هذا الأمر ليس من مهامنا. نحن نساعد في تركيب تلك المستشفيات ولدينا جهوزية لإنشاء نقاط للطوارئ في المناطق مهمتها إنجاز الإسعافات الأولية للجرحى والمصابين، فضلاً عن إنشاء نظام لفرز الحالات الطارئة كي لا يتم زيادة الضغط على المستشفيات”.مخاوف من تدمير المستشفياتيُجمع عبد الله، وهارون والزغبي، على أمرٍ واحد أساسي وهو الخوف من استهداف إسرائيل المستشفيات في لبنان مثلما حصل في قطاع غزّة وتحديداً مع مستشفى الأهلي المعمداني قبل أسبوع.عن هذا الأمر، يقول هارون: “المخاوف كبيرة من حصول هذا السيناريو، وهذا الأمر يتوقف على حجم العمليات العسكرية ومداها وما إذا كانت واسعة النطاق. في حال دمرت إسرائيل المستشفيات، عندها سيعني ذلك تزعزعاً للنظام الطبي في لبنان، وبالتالي ستكون الأمور كارثية

Exit mobile version