نطالب اليوم بموقف عربي وإسلامي موحد في وجه ما تنوي إسرائيل إرتكابه..
بقلم الشيخ مظهر الحموي
كثيرة هي الأحداث السياسية والأمنية العاصفة التي تعم معظم أرجاء الوطن العربي ، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن مغزى إحتشاد هذه الأزمات التي تنفرد بها أمتنا .
ولعله لا يقل لبنان شأنا عن سائر الدول العربية، وإن كانت أزماته تتمحور حول القضايا السياسية والإقتصادية ، والتي هي في رأي الخبراء والمطلعين ليست قليلة الأهمية، ذلك لأنها تتعلق في الحقيقة بمصير بلد لا يزال يتعرض لخضات وعراقيل ، هي مصطنعة بدون شك في وجه إنتخاب رئيس للبنان ، ولأغراض باتت لا تخفى على أحد. ولعل في مقدمتها تطويع مقام الرئاسة الاولى لصالح فئات موتورة حاقدة وأنانية، لا يهمها أبدا سوى تأمين مصالحها الشخصية والفئوية ، وكل فريق من هذا التكتل يلعب دورا مشبوها في هذا المجال.
إلا أننا نرى أن أهم قضية اليوم ينبغي التنبه لها حتى لا ننغمس في أحداث جانبية ، هي القضية الفلسطينية ، قضية العرب والمسلمين الأولى ، والتي نشاهد جميعا وفي كل يوم ما حدث ويحدث من مجازر وإعتداء وقصف وتدمير وسفك للدماء وجرائم بشعة ترتكب في غزة…
وللاسف أننا في كل مرة نرى المعايير المزدوجة التي تتعامل بها السياسة الأميركية وغيرها نحو الحقوق الفلسطينية وممارستها المتناقضة نحو هذه القضية، ومواقفها المؤيدة جهارا نهارا لهذا الكيان الصهيوني منذ نشأته عبر عشرات الفيتوات التي أجهضت كل قرار يدين – مجرد الإدانة- اي مجزرة بحق الآمنين في المخيمات والمدن الفلسطينية وخاصة غزة ..
ولم يعد خافيا البتة هذا الإحتضان الأميركي (إن كان من الجمهوريين أو الديمقراطيين) بل والإلتحام الشديد مع كل مزاعم قادة هذا الكيان الصهيوني ، بحيث بات من الميؤوس منه أن تتخلى هذه السياسة الرعناء عن مصالح إسرائيل في البقاء وتأمين كل المقومات التي تعزز أمنها حتى ولو على حساب ما تبقى من أراض فلسطينية مزقتها عشرات المستعمرات الكيدية.
وماذا يمكن أن تضيف هذه السياسة الحاقدة نحو العرب والمسلمين من مواقف مستجدة في هذا المجال وقد صار بديها أنه لا يمكن زحزحة الموقف الأميركي وحلفاءه ، ولو قيد أنملة عن إندفاعهم المستميت لحماية هذا الكيان الغاصب.
ويجب علينا ان نعلم أنه لا تزال الأمم كما أخبرنا النبي ﷺ تتداعى علينا كما تداعى الأكلة الى قصعتها تتربص بشعوبنا ومعتقداتنا لتنفذ من ثغراتنا ، بعد ان سيطروا على مراكز القرار في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وسائر المنظمات المتفرعة، وعلى الأخص ما يسمى منظمة العفو الدولية ، ومنظمة حقوق الإنسان والتي ترفع شعارات كبيرة في العالم انها تدافع عن الإنسان المضطهد المعذب ، فها هي اليوم تنكشف ألاعيبها ومؤامراتها ويتبين لنا أنها تنسجم في مبادئها وأهدافها مع المخططات اليهودية . فليس عجبا أن نراها تنتقد أحكام الشريعة عندنا في مجال الحدود ، ثم تغض الطرف عن ممارسات العدو اليهودي في فلسطين من قتل للأبرياء وسفك للدماء وقصف وتدمير للأبنية السكنية والشوارع والمستشفيات.
إن هذه المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية مصيرية وحاسمة وخاصة بعد عملية طوفان الأقصى وبعدما أُمطرت تل ابيب والمدن والمستوطنات بآلاف الصواريخ ، فلا بد من موقف عربي وإسلامي موحد يدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ويقف بصدق وإخلاص في وجه ما تنوي به إسرائيل وأمريكا وحلفاءها من إجتياح بري لغزة ومن خطط لنزع سلاح الصواريخ الذي أرعبهم وما ينوي به الكيان الصهيوني إرتكابه من جرائم وقضم لمزيد من الأراضي الفلسطينية والتسلل للإستيلاء على كامل القدس الشريف، والإبقاء على المستعمرات داخل الضفة الغربية وقطاع غزة ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ويقولون متى هذا الموقف العربي الإسلامي قل عسى ان يكون قريبا.
اخوكم الشيخ مظهر الحموي
عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان
رئيس لجنة الدعوة والمساجد وحماية التراث
وعضو اللجنة القضائية في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى