كتب عوني الكعكي:
التاريخ لا يرحم، والتاريخ يُعلّم الانسان ما لم يعلم، ومن ليس عنده تاريخ لن يكون عنده مستقبل واعد.
نقول هذا الكلام بناءً على التدخّل الاميركي العسكري في غزة حيث أرسلت أميركا:
1- حاملة الطائرات «ايزنهاور».
2- حاملة الطائرات «جيرالد فورد».
3- غوّاصات بالجملة والمفرّق.
4- فرق خاصة للعمليات الخاصة.
5- كما أرسلت أميركا غوّاصة تعمل بالطاقة النووية مزوّدة بصواريخ.
ونتساءل: لماذا كل هذا؟ لأنها تريد أن تدعم إسرائيل.. والسؤال هنا: ماذا ستفعل كل هذه الأسلحة؟
في الحقيقة وبالعودة الى التاريخ الذي لا بد من أن نعود إليه وندرسه، نعود الى حرب ڤيتنام، وكان ذلك في نوڤمبر/ تشرين الثاني عام 1955، استعملت أميركا جميع أنواع القنابل ومنها قنابل النابالم المحرّمة دولياً، وبالرغم من القوة العسكرية التي تمتلكها أميركا استطاع ثوار ڤيتنام أن يهزموها، واضطرت تحت ضغط العسكريين الكبير وتحت ضغط الأميركيين الذين كانوا يرفضون الخدمة في ڤيتنام، الى الانسحاب المذل من هناك، وما أجبرها على الانسحاب ثوار ڤيتنام المساكين الذين لا يملكون إلاّ القليل القليل من الأسلحة، وبالرغم من ذلك أجبروا أميركا على الانسحاب.
العبرة انه ليس مهماً أن يكون عندك جيش كبير، وليس مهماً أيضاً عدد الطائرات والدبابات والأساطيل، المهم أن تكون عندك الإرادة وأن تكون قضيتك عادلة.
مثل ثانٍ على الأخطاء التي ترتكبها أميركا، بعد عملية 11 سبتمبر (أيلول)، وتفجير البرجين في نيويورك… قرّرت أميركا أن تحاسب «محور الشر» أي دولة العراق ودولة أفغانستان. وبالفعل قرّر الرئيس جورج بوش أن يحتلّ العراق، وبالرغم من كذبه، ومن النصائح بأن لا يحتل العراق، أصرّ على عزمه هذا. فكانت النتيجة أن أصبحت العراق بين «داعش» والميليشيات الشيعية المتطرّفة المرتبطة بإيران. بمعنى آخر ان الذي استفاد من هذه العملية هي إيران. وبعد خسائر بشرية كبيرة وخسائر مادية مُنيت بها أميركا اضطرت أميركا الى الانسحاب مع بقاء عدد قليل من القواعد والجنود.
الخطأ الثالث: أفغانستان والخسائر التي تكبدتها أميركا مالياً وبشرياً، يوم احتلت أفغانستان، ولكن اضطرت تحت الضغط الشعبي والخسائر البشرية أن تنسحب ذليلة أيضاً وأيضاً.
اليوم تكرّر أميركا الغلطة نفسها وكأنها نسيت عام 1983 يوم أرسلت «نيوجرسي» الى لبنان، وبعد إطلاق عدد محدود من القذائف هرْوَلت مسرعة هرباً.
أميركا لا تستطيع أن تجبر الشعب الفلسطيني الحرّ والبطل أن يتخلى عن أرضه وعن بيوت أبنائه وعن أهله وعن بيئته… يجب أن تعرف أميركا أنّ إرادة الشعب الفلسطيني هي أقوى وأكبر من أي قوّة في العالم.
إذ بعد 75 سنة من الظلم والقهر والاعتداء على النساء والأطفال والقتل وسفك الدماء والارهاب وإدخال الآلاف الى السجون، جاءت عملية «طوفان الأقصى» بتخطيط من البطل محمد الضيف (أبي خالد) لتؤكد لأميركا وإسرائيل انه مهما مارست إسرائيل وأميركا على الشعب الفلسطيني من ظلم وقهر وسجن وتجويع وقتل أطفال ونساء وشيوخ وتهديم الأبنية والأبراج على رؤوس أصحابها، كل ذلك لن يوصلها الى شيء.
الحل الوحيد: دولة فلسطينية حرّة مستقلة بقيادة فلسطينية يختارها الشعب الفلسطيني الحرّ البطل.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*