الهديل

وزير ووزارة!

د. جهاد نعمان

 

الوزارة مسؤولية عظيمة تقع على عاتق خادم من خدمة الوزارة القائمة ألا وهو الوزير الذي يتحمّل أوزارها… الوزير هو الدعامة الرئيسة التي يرتكز عليها نجاح الوزارة أو إخفاقها، فالوزارة فن وذكاء… مهارة وخفّة… وجه بشوش ورقّة في التعامل مع كل من يفد إلى الوزارة أو كل من يعمل فيها أو يتعامل معها… ولكنك تقابل أحيانا وزيرا منتفخا وراء مكتبه كالطاووس في شكله، والطبل في مضمونه، قد سحقته بيروقراطية الوظيفة فنسي نفسه وحسب أنه قد ورث هذا المنصب عن أجداده… وهو أحيانا كذلك!… فجلس في برجه العاجي يحيط نفسه بأقلية من ذوي النفوس الضعيفة… فيترك لذاته من الوزارة شكلها الظاهر، ويتخلّى عن مضمونها لمن حوله من ماسحي الجوخ الذين يكونون وزارة داخل وزارة، يسرحون فيها ويعبثون بمقدراتها لقاء محاباتهم «معاليه» الذي يغمض عينيه عن كل ما يقومون به ولو كان مضرّا بحق الوزارة أو بنظامها ومستقبلها… الجدير بالوزارة، أن لا تنسى أن المناصب والمراكز قد أوكلها المواطنون -وعندنا النافذون!- إلى أصحابها، وقد وضعتها «الدولة» كمؤسسات عامة تقوم جميعها على خدمة المواطن وتلبية حاجاته… فأنت اليوم في منصبك هذا، سيأتي بعدك وزير آخر ليتسلّمه منك، فكن له مثلا للعطاء والتضحية واخدم الوطن بأخلاق مثلى تترك في الأذهان صورة عن وزير حضر (فعلا!) وأبدع وأخلص… جاهد وكافح فارتقى… سما… وسما به الوطن الأصيل أمام «نظرائه» الأجانب عن استحقاق…

معظم وزرائنا اليوم غائبون أو متقاعسون… حان لنا أن نعرف مكان وجودهم وطبيعة دورهم في مرحلة نحن في أمسّ الحاجة فيها إلى من ينتشل البلاد والعباد من هذا الجحيم المقيم.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه

Exit mobile version