أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع ” وجوب أن نثني لبنان عن الإنجرار إلى حرب إقليميّة لا تُحمد عقباها ، في ظل مرحلة صعبة جداً ، تتطلّب دقّة فائقة في التعامل مع ما نشهده ، بغية تجنيب لبنان مرّ هذا الكأس”.
جعجع، وفي مقابلة مع التلفزيون الإيطالي “راي 1″، أوضح أن المسألة اليوم ” لا تتعلّق في، إن كان لـ”حزب الله” مصلحة في جرّ لبنان إلى حرب إقليميّة أم لا، بل أن المعضلة تكمن في تدرّج الأحداث، ما يمكن أن يودي بنا إلى حرب إقليميّة. هذا ، دون أن نغفل الكلمة الأولى والكبرى لإيران في انخراط “حزب الله” في الحرب وتوسيع آفاقها لتصبح إقليميّة، أو ثبات هذا الأخير بعيداً منها، وبالتالي إستمرارها على ما هي عليه اليوم “.
ورداً على سؤال، شدّد جعجع على أنه ” دون شك، لبنان يعاني مشاكل جمّة على الصعد الإقتصاديّة والماليّة والنقديّة، إلا أن العائقة الرئيسيّة في الوقت الراهن تتمثّل في الأوضاع العسكريّة، لذا، من الأهمية القدرة على تخطي هذه المرحلة الدقيقة بسلام، ومن ثم نقوم بالخطوات اللازمة على المستوى الإقتصادي وسواه، بهدف انتشال لبنان من الأزمات التي يتخبط بها، وفي مقدمتها انتخاب رئيس جديد للجمهورية.”
وجدّد رئيس القوات التأكيد أن “أمامنا حلاً واحداً لتخطي هذه المرحلة العسكريّة الصعبة وهو تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 كما يجب تطبيقه، بمعنى أن يكون الجيش اللبناني هو القوّة العسكريّة الوحيدة المنتشرة في الجنوب بالتعاون مع القوات الدوليّة”.
ورداً على سؤال، قال “لا يمكن أبداً انتخاب سوى رئيس مسيحي، ففي نهاية المطاف سيتم هذا الإستحقاق تبعاً للدستور اللبناني ولجميع الأعراف وكل ما هو متفق عليه فهذا الرئيس سيكون مسيحياً، مهما طالت فترة الفراغ (ولو سنة إضافية) في سدّة الرئاسة، وبالتالي لا يمكننا الإرتكاز في هذا السياق على الفرضيات.”
وعما اذا كان متخوفاً من تعرّضه لمحاولة اغتيال، جزم جعجع” أنا مش من الناس لي بخافو ” إلا أن الخطر متواجدٌ دائماً. وذكّر بمرحلة الاغتيالات منذ 20 عاماً حتى اليوم حيث “شهد لبنان ما يزيد عن الـ15 عمليّة اغتيال لأسباب سياسيّة، وبطبيعة الحال أنا من ضمن الشخصيّات المستهدفة لمدعاة بسيطة وهي أن أخصامنا ، وللأسف، يستخدمون الإغتيال السياسي كوسيلة لتحقيق المكاسب السياسيّة، انطلاقاُ من هنا ، أتخذ كل الإحتياطات والإجراءات المطلوبة في سبيل منع الأخصام من استهدافي وتحقيق الهدف المنشود “.
وعن كيفيّة خروج البلاد من هذا النفق المظلم ، رأى جعجع ” أن هذه المسألة ليست صعبةً البتة، فالخطوة الأولى نحو طريق الخروج من هذا النفق هو السعي بجهد في تجنب الحرب الدائرة في الوقت الراهن، من خلال تطبيق القرار الدوليّ 1701، وبعد انتهاء هذه الفترة بسلام، إن شاء الله، من الأهمية العودة إلى ممارسة الديمقراطيّة الفعليّة والحقيقيّة في البلاد، ما لم نقم به في السنوات الـ30 الماضية ، حين سيّطر نظام بشار الأسد على جزء منها “وسيّر السياسة فيا متل ما بدو”، ليهيمن بعدها “حزب الله” على اللعبة السياسيّة ويجرّ البلاد حيث يشاء بعيداً من الديمقراطيّة الفعليّة، التي من الضرورة العودة اليها من أجل قيام دولة فعليّة في لبنان، عرفها الجميع في سنوات الـ60 والـ70 “بإذن الله ”