صار جنوب لبنان ميدانًا لحرب محدودة جغرافيًا حتى الساعة بين حزب الله وإسرائيل فيما تبقى الاحتمالات مفتوحة ويصبح انزلاق لبنان إلى حرب كبيرة أمرًا واردًا كلّما قابل الحزب التصعيد الإسرائيلي في غزة بتصعيد عسكري من الجنوب.
مَن بقي في قرى الشريط الحدودي أكد أنه بقي لأنه ثابت في أرضه ومتمسك في حقه لكنّ أصوات القصف المستمر وصوت طيران الاستطلاع الإسرائيلي يشكلان عاملًا مزعجًا ومقلقًا ليلًا ونهارًا له.
أمّا من غادروا ميدان الحرب فهم جنوبيون نزحوا من قرى الجنوب الحدودية إلى الجنوب، ويبدو أنّ أصوات شكواهم بدأت تتصاعد مؤخرًا مع استمرار المناوشات لأكثر من شهر.
في الأرقام حسب ما اعلن المنسق الإعلامي في إدارة وحدة الكوارث في قضاء صور بلال قشمر يتبيّن أنّ عدد النازحين في قضاء صور ١٢٨٦٠ شخصًا أمّا عدد النازحين في مراكز الإيواء فهو ٩٠٠ شخص، لافتًا إلى أنّ وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور تهتم بشؤون النازحين وهي صلة الوصل بين الجمعيات والمنظمات الدولية والنازحين.
ماذا يؤمَّن للنازحين؟
يقول قشمر إنّ إدارة الكوارث تؤمن للنازحين الاحتياجات الرئيسية أي فراش النوم والبطانيات وثلاث وجبات غذائية يوميًا، كما تزورهم بعض الجمعيات لتأمين الرعاية الطبية لهم وإقامة حلقات ترفيه للأطفال.
غير أنّ النازحين اليوم رفعوا الصوت وقالوا إنّ مستوى الخدمات لا يرقى إلى حجم الاحتياجات، ولا ينفي المنسق الإعلامي ذلك في اتصال مع “السياسة” وهو يقول إنّ الأساسيات فقط تؤمّن وهذا يعني أنّ ليس كل ما يطلبونه يتأمّن لهم وإدارة الكوارث توصل إليهم كل المساعدات التي تصلها وهي تسعى لتأمين كلّ الاحتياجات الرئيسية.
القدرة على الصمود
يقول قشمر إنّ إدارة الكوارث في قضاء صور قادرة على الصمود لناحية تأمين الفرش والبطانيات فقط أمّا على غير مستويات فستكون عاجزة إن تفاقمت الأوضاع أكثر.
أزمة دراسية
وبالعودة إلى مسألة الأطفال النازحين، يؤكد قشمر وجود مساعٍ لدمجهم في المدارس المتواجدة في المناطق التي نزحوا إليها وهم لم يعودوا إلى المدارس بعد، مشيرًا إلى أنّ نسبة ضئيلة من التلامذة نزحت إلى مدارس تدرس فيها نهارًا.
وفي هذا السياق، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ العام الدراسي مستمر منذ فترة في مختلف المناطق الحدودية لكنه ما زال متوقفًا في الكثير من المدارس الحدودية أو بالنسبة للأطفال النازحين ما يجعلهم متأخرين عن مواكبة أطفال سنهم في كلّ المدارس اللّبنانية.
-السياسة