كتب عوني الكعكي:
لا نبالغ عندما نقول بأنّ كل فلسطيني صار عضواً في حركة «حماس»… وذلك لسبب بسيط، أنه وبعد عملية «طوفان الأقصى» التي رفعت رأس كل عربي وكل مسلم في العالم عالياً..
تحوّلت «حماس» الى أيقونة الثورة الفلسطينية والكرامة العربية والاسلامية.. إنّ هذا الشعب الفلسطيني البطل لن تستطيع أي قوّة في العالم إلغاءه، إذ بعد 75 سنة من «النكبة» والتآمر البريطاني على أهل فلسطين أعني بذلك تنفيذاً لـ»وعد بلفور» عام 1917، نفذت القوات العسكرية البريطانية انسحاباً من فلسطين التي كانت تحت سلطة الانتداب الانكليزي، وسلمت جزءاً كبيراً من فلسطين بما في هذا الجزء من مدن حيفا ويافا و»تل أبيب» وغيرها من المدن الى العدو الاسرائيلي عام 1948 تنفيذ لذاك الوعد المشؤوم.
ومنذ ذلك الوقت والشعب الفلسطيني يتعرّض يومياً للذبح والسجن والتعذيب لسبب وحيد، هو أنه يطالب بدولة له وإسرائيل ترفض.
للتاريخ نقول إنّ إسرائيل ظنّت انها وفي العام 1967 باحتلالها سيناء والضفة الغربية والجولان، أنها انتصرت على الدول العربية، أي على مصر وسوريا والاردن. والحقيقة ان حرب 1967 كانت مؤامرة كبيرة من أميركا لإسقاطها الزعيم جمال عبدالناصر الذي أدّت ثورته الى قيام ثورات في البلاد العربية وفي افريقيا، وهذا لم يكن يصبّ في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية بالتأكيد… ولكن ما جرى هو ان الشعب المصري وكل الشعوب العربية رفضت استقالة الزعيم عبدالناصر الذي تقدّم باستقالته من منصب رئاسة مصر متحملاً مسؤولية الهزيمة بالكامل.
الحقيقة هي أنّ ليس الشعب المصري وحده هو الذي رفض الاستقالة، بل قامت التظاهرات في العالم العربي كله مطالبة الرئيس جمال عبدالناصر بالتراجع عن قرار الاستقالة. وللأسف فإنّ الزعيم عبدالناصر توفي بعدها في 28 أيلول عام 1970 حيث أصيب بذبحة قلبية بعد انعقاد مؤتمر قمة عربية في مصر.
جاء الرئيس محمد أنور السادات بعد رحيل عبدالناصر واتفق مع الرئيس السوري حافظ الأسد بتحضير الجيشين المصري والسوري للقيام بحرب ضد إسرائيل لاستعادة الأراضي التي احتلها العدو عام 1967 ولإقامة دولة فلسطين.
المعركة الأولى في تاريخ العرب التي قامت بها الجيوش العربية من مصر وسوريا والأردن والعراق والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة المغرب كانت عام 1973… فانتصر العرب في تلك الحرب، واجتاز الجيش المصري «خط بارليڤ» الذي كانت إسرائيل تعتقد ان هذا الخط المائي لا يستطيع أحد في العالم أن يجتازه لأنه أهم خط دفاع عنها.
أما الجيش السوري فتقدّم على جبهة الجولان، ووصلت القوات السورية الى نهر الأردن… ولكنّ التدخل الأميركي غيّر سير المعركة.
الجيش المصري اضطر أن يتوقف بعد تهديد أميركي باستعمال قنبلة ذرية لإزالة مصر من الوجود، وأقامت أميركا جسراً جوّياً زوّد إسرائيل بأحدث الأسلحة من خلاله للضغط على مصر وسوريا… هذا الضغط على سوريا جعلها وحيدة ما اضطرت قواتها الى التراجع. هنا لا بد من الإشارة الى أنّ الجيش العراقي دخل المعركة دفاعاً عن سوريا، واستطاع أن يوقف تقدّم الجيش الاسرائيلي نحو العاصمة دمشق.
الانتصار الثاني كان في «عيد الغفران» أيضاً حققه أبطال ملحمة «طوفان الأقصى» في أكبر وأهم معركة في التاريخ، إذ يقول خبير عسكري كبير إنّ هذه العملية لا يمكن أن يصدّقها أحد حتى في الأفلام، إذ لم تستطع مخيّلة صانعي الأفلام أن يصلوا الى هذا المستوى… وقد علمنا أنّ هناك تحضيراً في أميركا التي تعتبر أكبر دولة في صناعة الأفلام بإخراج حوالى الـ40 فيلماً تعتمد في رواياتها على ملحمة «طوفان الأقصى» لما فيها من التكتيك الرائع.
بالعودة الى التصاريح الاسرائيلية على لسان رئيس الحكومة ووزير الدفاع اللذين يصرّحان يومياً بأنهما لن يوقفا الحرب حتى القضاء على حركة «حماس». نقول لهما: إنّ 38 يوماً لم تكن كافية لتحقيق النصر المطلوب على حركة حماس. 38 يوماً من التدمير والقتل حيث وصل عدد الشهداء الى حدود الـ12 ألفاً و50 ألف جريح وتهجير مليون وماية ألف، كل هذا والعمليات البطولية التي يقوم بها أبطال حركة حماس لا تزال قائمة… إذ في يوم واحد استطاعت «حماس» تدمير 20 دبابة وبلغ عدد قتلى جيش اليهود حوالى الـ700 منذ العملية البرّية… أما الجرحى فبالآلاف، وجميع المدن الاسرائيلية تنال نصيبها يومياً من صواريخ حركة حماس.
لذلك نقول لرئيس حكومة العدو: ارحم شعبك وجيشك وتوقف عن القتل والتدمير لأنك لن تستطيع أن تحقق أي انتصار على حركة «حماس».. لأنّ هؤلاء الأبطال يدافعون عن عرضهم وأرضهم، عن أهلهم، عن بيوتهم، عن جذورهم، وعن ممتلكاتهم، وأنْ ليس باستطاعة إسرائيل أن تفعل شيئاً، بل هي قادرة فقط على اللجوء الى سادية القتل المشهورين بها.
وبالمناسبة هناك من يقول إنّ حركة حماس ترفض قيام دولتين، فهذا في الحقيقة منافٍ للحقيقة، لأنّ «حماس» وافقت في أوّل أيار عام 2017 في ميثاق معدّل لها أهم ما جاء فيه اعترافها بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 شريطة عودة جميع الفلسطينيين الى ديارهم.
فمهما طالت المعارك، ومهما قتل المجرم بنيامين نتانياهو من أطفال ونساء وشيوخ ومسنّين من الشعب الفلسطيني فلن يستطيع أن يقتل كل الشعب الفلسطيني. وكي يرتاح، نبشّره ان كل مواطن وكل طفل وكل فتاة وكل امرأة وكل رجل وكل عجوز، كل هؤلاء صاروا أعضاء في حركة حماس.
والدولة الفلسطينية المقبلة ستكون برئاسة بطل من أبطال «حماس»… هكذا أتصوّر تنفيذاً لرغبة الشعب الفلسطيني البطل الذي لا يختار إلاّ الأبطال.
نصيحة: أوقف يا نتانياهو مجازرك لأنّ الناس سوف تحاسبك وربّ العالمين ينتظرك لإنزال أشد العقوبات بحقك.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*