بكركي تُحذّر من “تمدّد الفراغ”: الساكت عن الوضع “شيطان أخرس”!
أشارت معلومات “النهار” إلى استياء بطريركي من الجمود على مستوى الملف الرئاسي، لا سيما أن ما من حركة جدّية وهادفة لإحداث خرق في جدار هذا الجمود.
وترى بكركي بحسب ما رشح عنها “أن الأحزاب المسيحية مطالبة بوضع هذا الموضوع في سلّم أولوياتها، فضلًا عن الكتل غير المسيحية، لأن الملف هذا في ظل التحديات والأوضاع في المنطقة بات مسؤولية كبيرة لا بل وجودية وكيانية، في ضوء الاحتمالات المفتوحة عليها المنطقة ولبنان”.
وتؤكد بكركي، بحسب أوساطها، “أن الساكت عن هذا الوضع “شيطان أخرس”، وأن المطلوب الذهاب فورًا إلى معادلة سياسية خارج منطق السلطة والاصطفاف العقيم القائم، تنتج رئيسًا للجمهورية يعيد تكوين المؤسسات الدستورية والمالية والعسكرية ما يؤدي إلى تفعيل حضور لبنان ودوره في المرحلة المصيرية المقبلة”.
وفي السياق عينه، ذكرت المصادر أن “بكركي تعتبر أن تمدد الفراغ إلى المواقع الأساسية، لا سيما منها المسيحية والمارونية، يهدد النظام واستمرارية الدولة في ظل الانهيارات المتتالية المالية والنقدية والاقتصادية والاجتماعية، لتشمل أيضاً القطاعات المتبقية من سياسية وعسكرية. فهل هذا هو المطلوب؟ وإذا لم يكن كذلك، فماذا يعني هذا الصمت والجمود القاتل”؟
أما في ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، فلم يكن غريبًا أن تفشل آخر المحاولات التي بذلت قبيل الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء أمس بخلفية الدفع نحو تخريجة للتمديد وأن تصطدم المحاولة مجددًا بالجدار العوني المسدود، إذ يبدو أن اتساع التأييد أخيرًا لخيار تأخير تسريح قائد الجيش لستة أشهر مع تعيين رئيس لأركان الجيش أثار الاستنفار العوني إلى ذروته وخصوصًا تجاه “حزب الله” خشية أن يمشي الثنائي الشيعي في هذا الخيار الأمر الذي أعاد الأمر إلى النقطة العالقة من دون أي حسم.
وفي سياق نفيه لكلام نسب إليه في موضوع رفضه للتمديد للعماد جوزاف عون، أكد بيان للرئيس السابق ميشال عون أنه “في موضوع التمديد لأي موظّف وتحديدًا قادة الأجهزة والمؤسسات العسكرية والأمنية، فإن موقف الرئيس عون واضح ومعلن ولا لبس فيه وليس بجديد، فهو رافض كليًا لكل ما يشكل مخالفة للقوانين وللدستور الذي سبق وأقسم يمين المحافظة عليه عندما كان رئيسًا”.
ونقلت مصادر سياسية لـ”النهار” عن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل تشديده على أن التمديد لجوزاف عون لن يمر وأنه، أي باسيل، اقترح على البطريرك الراعي إن كان هناك تحفظات على تعيين الضابط الأكبر رتبة لكونه ليس مارونيًا، وهو اللواء بيار صعب، أن يعين قائدًا للجيش مدير المخابرات الحالي العميد طوني قهوجي.
كما أن المصادر نفسها لفتت إلى أنّ موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال يتشدد في أن يصدر القرار عن مجلس الوزراء وليس عن مجلس النواب، وما دام وزير الدفاع رافضًا للتمديد، فإن الأمور داخل الحكومة لن تتبدل لمصلحة التمديد.
المصدر :النهار