فوجئت مجلة “تايم” الأميركية بعودة “شبح” زعيم تنظيم “القاعدة” الراحل أسامة بن لادن، من خلال خطاب كان وجهه إلى الأميركيين قبل 21 سنة، تحت عنوان “رسالة أميركا”.
لكن المفاجأة الأكبر للمجلة أن أكثر من 10 ملايين شخص شاهدوا الرسالة التي انتشرت على منصة “تيك توك”، ما دفع صحيفة “الغارديان”، التي نشرت الرسالة قبل 21 عاماً على موقعها، لحذفها.
وفي تقرير مجلة “تايم”، أشارت إلى إن بن لادن كتب قبل عقدين رسالة بعنوان “رسالة إلى أميركا”، حاول فيها تبرير الهجمات التي نفّذها تنظيم “القاعدة” في 11 أيلول / سبتمبر 2001 على أميركا، والتي قتلت أكثر من 3 آلاف شخص، وظهرت الرسالة نفسها على “تيك توك” هذا الأسبوع وانتشرت بين جيل جديد ناقش الحرب في غزة والدور الذي لعبته أميركا.
وبالنسبة للبعض، فالجزء الأكبر من المبررات هو دعم أميركا لـ”إسرائيل” في احتلالها الأراضي الفلسطينية، والذي تعتبره الأمم المتحدة خرقاً للقانون الدولي، وهو ما يتردد حالياً في الدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار.
وفي فيديو شاهده أكثر من 900.000 شخص زعم أن “جميع الذين يعرفون الشرق الأوسط يعلمون أن 9/11 و’الإرهاب’ هما كذب”، وانتقد آخرون “الترند” على منصات التواصل بأنها تعاطف ودعم للإرهاب.
وردت “تيك توك” على انتقاد الجمهوريين لها بأنها متحيزة للفلسطينيين بالقول إن استطلاعات الرأي تظهر أن الأجيال الشابة تتعاطف مع فلسطين. ففي الوقت الذي أظهر فيه عشرات الآلاف في أميركا دعمهم لـ”إسرائيل” وشارك الآلاف في تظاهرات “معاداة السامية” بفرنسا، بحسب “تايم”، إلا أنه ومنذ بداية الحرب خرج مئات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في شوارع الدول الأوروبية والعالم مطالبين بوقف إطلاق النار حماية للمدنيين.
وأصبحت رسالة بن لادن شعبية على “تيك توك”، وهي ترجمة نشرتها صحيفة “الغارديان” سابقاً، مع أن الموقع حذفها في 15 تشرين الثاني/نوفمبر. ونقلت المجلة عن “الغارديان” قولها إنها نشرت بياناً في 16 تشرين الثاني/نوفمبر بعدما تمت مشاركة رسالة بن لادن وبشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي بدون السياق الكامل و”لهذا قررنا حذفها وتوجيه القراء إلى المقالات الأصلية التي تعاملت مع الرسالة في سياقها”.
وتدافع الرسالة عن قتل المدنيين بأنه “عمل بالمثل نظراً لأن أميركا والحكومات الأخرى دعمت عنفاً ضد المسلمين في المناطق الفلسطينية المحتلة والصومال والشيشان وكشمير ولبنان، وفرضت عقوبات اقتصادية على العراق وجوعت الملايين”. وتتهم رسالة بن لادن أميركا بـ”النفاق، عندما تسمح لإسرائيل باحتلال الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولعقود، في انتهاك صارخ لقوانين الأمم المتحدة وخرقها قوانينها من خلال اعتقال أشخاص في غوانتانامو بدون تهم أو محاكمات”.
وقال بن لادن في رسالته “إن دافع الضريبة الأميركي يمول الحرب في أفغانستان والعراق، وإن لدى الأميركيين القدرة على الاختيار ورفض السياسات التي تمارسها حكومتهم، بل وتغييرها”. بل وتنتقد الرسالة الحكومة الأميركية “لعدم وفائها بالتزامات معاهدة كيوتو لخفض الانبعاثات الكربونية من الدفيئات”. ودعا بن لادن الناس للإسلام ورفض الفساد الأخلاقي والمثلية والخمور.
وجاءت “رسالة أميركا” لبن لادن في 8 صفحات. وشاهد هاشتاغ “رسالة أميركا” أكثر من عشرة ملايين شخص على “تيك توك”، مما جعل الرسالة المترجمة للإنكليزية الأكثر متابعة على موقع “الغارديان”. وجاء فيها أن “خلق واستمرار إسرائيل هو واحد من أكبر الجرائم وأنتم وقادتكم مرتكبوها، وعلى كل يد تلوثت وساهمت بهذه الجريمة دفع الثمن والثمن الباهظ”. وجاء فيها أيضا: “حديثي هذا إليكم عن جدوى الحرب القائمة بيننا وبينكم، ورغم أن الدائرة تدور عليكم بإجماع العقلاء منكم ومن غيركم، إلا أن دافعي لهذا الحديث الشفقة على الأطفال والنساء الذين يقتلون ويجرحون ويهجرون في العراق وأفغانستان وباكستان ظلما وعدوانا”.
وتابع أسامة بن لادن: “إن حربكم معنا هي أطول الحروب في تاريخكم على الإطلاق، وأكثرها تكلفة مالية عليكم، أما بالنسبة لنا فلا نراها إلا قد مضى صدرها وانقضى شطرها، ولو سألتم عنها عقلاءكم لأجابوكم بأنه لا سبيل لكسبها لأن للأمور أوائل دالة على أواخرها ومقدمات شاهدة على عواقبها، فكيف ستكسبون حربًا قادتها متشائمون وجنودها ينتحرون”.