الهديل

وأخيراً… استفاق الضمير العالمي!!!

 

كتب عوني الكعكي:

وأخيراً قالت فرنسا إنها كانت على خطأ في تأييدها لإسرائيل، وإنّ الأعمال التي تقوم بها إسرائيل في فلسطين، خصوصاً في غزّة والضفة الغربية، لا يمكن أن تكون مقبولة، بل إنها جريمة في حق الانسانية، وإنّ الجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي تقع كلها في خانة جرائم حرب.. وأعطت مثالاً على ذلك ما جرى في مشفى الشفاء، حيث قُطعت الكهرباء عن أكبر مشفى في غزّة بعد قصف المشفى 44 يوماً. والمصيبة ان إدارة المشفى طلبت من السلطة الفلسطينية أن تسمح لها بدفن الشهداء في باحة المشفى لأنّ الجيش الاسرائيلي يقصف المشفى بجميع أنواع الأسلحة.

على كل حال، نذكّر بما يجري من تبدلات في العالم، وكيف تغيّر الرأي العام.. ومن هنا لا بد من التذكير بأنّ عدد الدبابات التي خسرها الجيش الاسرائيلي في غزّة وصل الى 230 دبابة، وأنّ عدد الجنود وصل الى 1200.. وهذا ما لا تعترف به إسرائيل… وهذه ليست المرّة الأولى في تاريخ إسرائيل التي تخفي خسائرها، لأنّ الشعب اليهودي لا يمكن أن يتحمّل أي خسائر.

كذلك، فإنّ حوالى 60 ألف مواطن من سكان ما يُسمّى «غلاف غزّة» انتقلوا الى القدس ليشاركوا في التظاهرات التي تجري هناك ضد رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وبخاصة أمام مكتبه.

وللعلم أيضاً، فإنّ بطل حرب 1967 كانت طائرات «الميراج» التي زوّدتها فيها فرنسا. أما اليوم، كما ذكرنا في بداية المقالة، ان فرنسا لا يمكن أن تقبل بجرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزّة. وتأكيداً على تبدّل الرأي العام العالمي لا بدّ هنا من الاطلاع على ما قاله ضابط سابق في المخابرات الاميركية، سكوت ريتر، وكان يعمل في سلاح البحرية الأميركية، في حديث له عن حملة «طوفان الأقصى»، واجتياح غزّة من قِبَل القوات الاسرائيلية:

“الاسرائيليون اليوم لم يَعُدْ ينقصهم سوى الدعاء من أجل أن يتمكنوا من إعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول الفائت) أي قبل عملية “حماس” في مستوطنات “غلاف غزة”.

أضاف: “أنا متأكد من أنّ الاسرائيليين لن يحققوا هدفهم في القضاء على حركة حماس. لأنّ “حماس” فِكْر، وهذا الفكر يزداد أضعافاً مضاعفة مع كل صاروخ يتلقاه الفلسطينيون، لقد صارت إرادة القتال والموت في سبيل الأرض إيماناً لدى كل فلسطيني..

فـ”حماس” سيطرت بأفكارها على تركيا وتمدّدت كثيراً، حتى صار فكرها إيماناً ترسخ في نفس كل فلسطيني الذي بدأ يطلب الموت ولا يخشاه.

أضف الى ذلك، -يُكمل ريتر- ان إسرائيل باتت مكشوفة تماماً عند الرأي العالمي. لقد ظنّ الجميع في البداية ان إسرائيل هي امتداد طبيعي للديموقراطية في أميركا… لكن كل هذا الاعتقاد تبدّد، إذ تبيّـن ان إسرائيل تطمح الى إقامة دولة كبرى من النيل الى الفرات، وتطرد الفلسطينيين لتحتل بلادهم التي هي من حقهم.

الصهاينة يعتقدون أيضاً “انهم شعب الله المختار، وأنهم أفضل بني البشر”… من هنا بدأ الابتعاد عن الديموقراطية الأميركية. ففي أميركا لا تمييز بين مسلم ومسيحي ويهودي… كلهم سواسية أمام القانون… أما في إسرائيل فإنّ كل مَنْ هو غير يهودي يعامل معاملة “الغويام”، وكلمة غويام عند الصهاينة معناها “الحيوان”… أي جميع الناس حيوانات بنظر الصهاينة، ويجب أن يُعاملوا معاملة الحيوانات”.

وقال ريتر: “همجية إسرائيل اليوم يجب أن تُعاقب عليها دولياً… وهي إن استطاعت تعطيل قرارت إدانتها في مجلس الأمن، فإنّ من واجب الهيئة العامة للأمم المتحدة القيام بعمل ما لطرد إسرائيل منها، إذ لا يجوز أن تكون دولة إرهابية همجية موجودة بين دول العالم”.

وختم قائلاً: “كنتُ من أكبر مؤيّدي إسرائيل… أنا ومجموعة كبيرة… لكنني اليوم أقف ضد همجية إسرائيل وإرهابها وإبادة شعب بكامله… طبعاً أنا ومن كان معي الذين باتوا يؤمنون بما أؤمن به اليوم. كلنا صرنا نطالب بمعاقبة إسرائيل على هذه الإبادة الجماعية… والارهابي يجب أن ينال جزاءه العادل بسرعة”.

كما نُذكّر في الختام ان محطة CNN وصحيفة “النيويورك تايمز” أوعزتا الى محرّريهم بالدخول الى مشفى الشفاء وتأكدوا ان كل الادعاءات الاسرائيلية حول وجود قيادة “حماس” في المشفى، وأنّ الشفاء كان مستودعاً للأسلحة والصواريخ ادعاء باطل وكذب إسرائيلي فاضح وواضح.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version