الهديل

جعجع: باسيل يخالف نفسه اليوم

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يريد التخلّص من قائد الجيش العماد جوزف عون لاعتبارين: الاول أن الأخير تمكن من بناء كيان للمؤسسة العسكريّة ومنعه من التدخل فيها خصوصاً لناحية التشكيلات، وأدارها كما يجب، ولا سيّما أن لا خلاف سياسي بين الرجلين، باعتبار أن عون لا يتدخل في الشؤون السياسيّة ولم يطلق يوماً مواقف سياسيّة، بينما الاعتبار الثاني يكمن في أن باسيل يخاف من قائد الجيش على خلفية أن “العونيين” يسمعون له ومن الممكن إذا استمر في موقعه وبعدها في غيره، أن يشكّل منافساً جدياً وقوياً له”.
كلام جعجع جاء خلال لقائه، في المقر العام للحزب في معراب، طلاب جامعتي “الحكمة” و”العائلة المقدسة” إثر فوزهم في الانتخابات الطالبية، في حضور: الأمين العام اميل مكرزل، الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل ابو جودة، رئيس مصلحة الطلاب عبدو عماد، رئيس دائرة الجامعات الفرنكوفونيّة أنطوني رياشي، رئيس دائرة الشمال رالف حلال، رئيس خليّة جامعة “الحكمة” سيرج جريج، رئيس خلية جامعة “العائلة المقدّسة” إيلي أشقر وحشد من الطلاب.
وقال: “يخالف باسيل نفسه اليوم بـ”100 مسألة ومسألة” كان سبق واتخذ فيها مواقف صارمة، فهو من كان يجاهر أنه في غياب رئيس الجمهوريّة لا يجب إجراء أي تعيينات، ولكن حين باتت المسألة تتعلّق بجوزف عون أصبح يريد التعيينات، كان يدعي الحفاظ على صلاحيات رئيس الجمهوريّة ويرفض إلتئام الحكومة في ظل الفراغ خصوصاً وأنها حكومة تصريف أعمال، أما اليوم يسعى إلى أن تجتمع وأن تعيّن أيضاً. كان يصرّح مراراً وتكراراً بعدم إمكانية هذه الحكومة اتخاذ أي قرار سوى بالإجماع وبتوقيع 24 وزيراً فيما اليوم يقبل بأن تتخذ قرارات من دون الإجماع. اذاً ، هذا هو جبران باسيل الذي يعتمد شعار “كله بحبّك بهون” فتجاهل كل مواقفه ونسي موقعي رئاسة الجمهوريّة وقيادة الجيش تحت هذا الشعار، “كل شي بحب السلطة وحب نفسو بهون”، وبالتالي السؤال المطروح: “كيف تريدون بناء البلد في ظل وجود هكذا “نفسيات”؟”.
وشدّد جعجع على انه “رغم كل ما نشهده في لبنان وفي فلسطين وغزّة وكل باقي المنطقة، نرى أن الشغل الشاغل اليوم لباسيل هو “قبع” جوزف عون من قيادة الجيش، في خضم هذا الظرف الصعب، حيث الجميع يبحث عن مسؤول “من تحت الأرض” في ظل شغور مراكز عديدة في الدولة، وفي مقدمتها رئاسة الجمهوريّة التي يعطّلها “محور الممانعة”، في حين لم يبقَ سوى هذا المركز الأساسي في البلاد وهو قيادة الجيش والذي تشغره شخصيّة هم من قاموا بتعيينها، ونحن يومها اعترضنا كحزب على ذلك في مجلس الوزراء، ولكن شاءت الظروف أن يكون لجوزيف عون تجربة مباشرة في هذا المنصب منذ 6 سنوات، أثبت من خلالها حسن قدرته في إدارة المؤسسة العسكريّة، لذا انطلاقاً من هنا، يجب عدم التغيير في هذا المنصب، ولا سيّما أن الجميع يدرك أنه في ازمنة الحروب لا يتم تغيير الضباط، إلا أن باسيل وضع كل هذه الأمور جانباً و”عم يحط كل تقلو اليوم” من أجل التخلّص من قائد الجيش”.
وبعد أن رحّب جعجع بالطلاب قال لهم” أنتم أصبتم بالكثير من الأمور إلا أنه كان من المفترض ألا تقولوا لهم “bye-bye يا حلوين” باعتبار أن هذا التعبير يجب أن يطلق عليكم، من هذا المنطلق أقول لكم “bonsoir يا حلوين”.
واذ شكر الطلاب فرداً فرداً على تعبهم وجهدهم في العمل الحزبي وليس أخيراً في الإنتخابات الطالبيّة، أعرب جعجع عن فرحه من مدى اندفاعهم، “ما يجعلني أتأكد أكثر فأكثر أن هذه المسيرة “بألف خير” وستبقى وتستمر على هذا النحو، فهي صحيح تتمتع بماضٍ عريق غير أن الأهم أنه سيكون لها مستقبل واعد”.
وأضاف متوجهاً إلى الطلاب “أتمنى أن يكون فوزكم في الإنتخابات الطالبيّة المحطّة الأولى في حياتكم الوطنيّة وألا تقف الأمور عند هذا الحد، فنحن لسنا حزباً بالمعنى الضيّق للكلمة وإنما نشكّل حركة مجتمعيّة، “طويلة عريضة”، لذلك دورنا دائمًا إلى جانب شعبنا في كل الظروف والأوقات، في زمن السلم والحرب وفي فترة العسر واليسر”.
وأردف: “لا شك أنكم عملتم بجهد لتحقيق هذين الإنتصارين، إن كان في انتخابات جامعة العائلة المقدّسة شمالاً أم في انتخابات جامعة الحكمة، لكن هناك من ساعدكم ولا تحفظون له الجميل، هم، نعم هم، ساعدوكم كثيراً في فوزكم، وذلك بمقدار ما هم “مْرِتِّينْ” وفاسدون وفاشلون ولم يحققوا أي شيء طيلة استلامهم للسلطة على مدى 6 سنوات، وبعد أن أمضوا حتى الآن 12 عاماً فيها ولم يأتوا سوى بالأوبال على البلاد، من هنا أتت المساعدة في فوزكم في الإنتخابات ، ولو أنني لا أشك البتة ” بتعب وجهد كل فرد منكم بغية النجاح في هذا الإستحقاق الطالبي، أنتم وضعتم 50% في المعركة وهم ساعدوكم بالـ50% الباقية”.
كما أوضح رئيس القوات أن “الإنتصارات التي نحصدها تضع على كاهلنا مسؤوليات كبيرة باعتبار ان الناس يعطوننا تفويضاً أكبر وأكبر وأكبر، وهذا يعني أنهم ينتظرون منا أكثر وأكثر، وهذا فخر كبير لنا ، ونطلب من الله أن يعطينا القوّة ووسع النظر والأفق لنتمكن من أن ننجز لهم بقدر ما هم يتوقعون. أما أنتم يا أيها الطلاب عليكم في جامعاتكم ، أن تطبّق كل مجموعة منكم برامجها الإنتخابيّة بحرفيتها، وأن تعمل على تحضير الأرضيّة للجيل الذي سيأتي من بعدكم لكي يحذو حذوكم، فإذا كانت تجربة الناس معكم سيئة لن يتمكن من الفوز الجيل القادم، فأنتم فزتم لأن الأجيال التي سبقتكم كانت فعلاً طليعيّة ولبّت كل ما كان يتوقعونه الناس منها وأدّت واجباتها على أفضل ما يكون، لذا عليكم تعزيز جهودكم باعتبار أن العمل في الشأن العام جميل جداً ولكنه في الوقت عينه صعب جداً”.
وختم جعجع: “بقدر ما يقوم الناس بإعطائنا وكالة أكبر بقدر ما سنتمكن من تحقيق أهدافهم أكثر وأكثر، فنحن في المرحلة الأولى قمنا بما يجب القيام به عبر إيقافنا مد الفريق الآخر، ومن الآن وصاعداً ستأتي المرحلة المقبلة التي فيها سنأخذ ولاية أكبر وعندها سنتمكن ليس فقط من إيقاف المد ، وإنما إنجاز أمور إيجابيّة للناس، لذا “يعطيكن مئة ألف عافية”. كما أوّد أن احيّي الأمين العام والأمين المساعد لشؤون المصالح ورئيس المصلحة ورؤساء الدوائر والخلايا وكل طالبة وطالب على كل الإنجازات. الطريق أمامنا طويلة ومجتمعنا يتطلّب منا الكثير فنحن نعيش في ظل لا دولة وأمامنا الكثير من العمل من أجل قيام الدولة التي تحلمون بها مع كل الناس والأجيال التي سبقتنا والتي شهداؤنا استشهدوا في سبيلها”.
من جهّته كانت كلمة لرئيس المصلحة، حض فيها الطلاب على العمل بجهد وتفاني من أجل تحقيق برامجهم الإنتخابيّة، كما طالبهم بالعمل في مناطقهم بنفس الكيفيّة التي يعملون بها في مصلحة الطلاب، وقال: “كل ما نقوم به اليوم يذهب سداً إن لم نقم بترجمته في مناطقنا وفي منسقياتنا لذا عليكم بالعمل بجهد كبير ونقل خبراتكم التي اكتسبتوها في المصلحة إلى قراكم ومناطقكم والإنخراط بشكل كبير في العمل هناك، وألا تكون تجربة مصلحة الطلاب مجرّد تجربة حزبيّة لكم وإنما المدخل إلى الحياة الحزبيّة المستقبليّة في المناطق والمصالح التي ستنضمون لها بعد تخرّجكم من الجامعات”.
أما رئيس دائرة الجامعات الفرنكوفونيّة فكان له كلمة وضع خلالها رئيس “القوات” في مجريات المعركة الإنتخابيّة في جامعة “الحكمة”، وشكر من خلالها الطلاب على الجهود التي بذلوها في هذه المعركة، وقال: “طلبت منا حكيم العمل على تنفيذ مشاريعنا الإنتخابيّة عندما زرناك بعد انتخابات الـUSJ ويمكنني أن أطمئنك اليوم على أننا نعمل على قد وثاق في هذا الإتجاه في كل الجامعات التي فزنا في انتخاباتها”.
من جهته ألقى رئيس دائرة الشمال كلمة، شكر فيها طلاب خليّة جامعة العائلة المقدّسة على جهودهم، كما توجّه بالشكر لجميع دوائر مصلحة الطلاب على المساندة الشاملة التي قدموها لهم في هذه الإنتخابات، هذا بالإضافة إلى منسقيّة وشباب البترون، وقال: “جامعة العائلة المقدّسة، تقع في وسط سوق البترون الذي البعض يعتقد أنه قلعة له وحكر عليه، وقاموا بكل ما يمكنهم القيام به نهار الإنتخابات من أجل الربح، من المال الإنتخابي “يلي ما بيخلص” إلى الضغوطات على التلاميذ وأهلهم التي وصلت إلى حد تهديدهم للبعض بلقمة عيشهم، هذا بالإضافة إلى أن بعض الأساتذة عمدوا إلى إلغاء الصفوف لكي لا يحضر الطلاب إلى الجامعة ويشاركوا في العمليّة الإنتخابيّة، ضغوطات من النواحي كافة، ناهيك عن أن القانون الإنتخابي “عجيب غريب”، وبالرغم من كل ذلك تمكنت مجموعة الشابات والشباب هذه التي أمامك اليوم في جامعة العائلة المقدّسة، من تأليف خليّة والتحضير للإنتخابات وخوضها في أقل من ثلاثة أسابيع، وتمكنت من اكتساحهم “بنص سوق البترون”، وتلقّنهم درساً بكيفيّة إدارة الإنتخابات”.

Exit mobile version