“مجهول الهوية”، هذا اللقب ظل مصاحبا لطفل فلسطيني لعدة أيام خلال تواجده بالمستشفى، بعدما استشهدت عائلته بالكامل في قصف إسرائيلي
بقطاع غزة.
الطفل كان يسير مع عائلته التي نزحت من بيتها ويمسك بيد والدته بينما يسير شقيقاه بصحبة أبيهم، وفجأة قصفت الطائرات الإسرائيلية الشارع الذي يمرون منه في خان يونس جنوبي غزة، فاستشهدت أسرته بالكامل وتم نقله هو في حالة حرجة للمستشفى الأوروبي دون أية بيانات مصاحبة له.
مدير الإعلام والعلاقات في المستشفى الأوروبي في غزة يحيى النواجحة، قال إن قسم الطواريء بالمستشفى استقبل الطفل في حالة حرجة، وكان مصابا إصابات بالغة في الرأس والقدمين.
وتابع أنه تم تسجيله كمجهول الهوية خاصة أنه لا يستطيع الكلام، وتنقل بين أقسام المستشفى تحت هذا الوصف لعدة أيام بسبب عدم وجود أية معلومات عنه، لأنه تم نقله من منطقة حدث فيها قصف قتل فيه العديد من النازحين خلال سيرهم بالطريق فاختلط كل شيء ببعضه.
وقال النواجحة إنه بعد مرور حوالي أسبوعين على وجود هذا الطفل بالمستشفى، حضرت عائلة أخرى لها مصابين بالمستشفى واستطاعت سيدة من تلك العائلة التعرف على الطفل.
وتابع إن تلك السيدة تبيّن أنها من جيران أسرة الطفل وكانوا يقطنون بشمال غزة، وخلال نزوحهم إلى خان يونس وسيرهم بالطريق قصفتهم الطائرات الإسرائيلية فاستشهد الكثيرون، ومنهم والدا الطفل وشقيقاه.
وأخبرت السيدة إدارة المستشفى بأن الطفل عمره 4 سنوات واسمه أحمد إسماعيل زريعان، وكان يستطيع الكلام قبل تعرضه للإصابة في هذا القصف.
وحسب النواجحة، لم يظهر أي أقارب أو معارف للطفل سوى تلك السيدة التي بقيت معه وتعمل على رعايته حاليا بالمستشفى