المُغتربون والعيد… “نازلين عَ بيروت”؟
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
شهرٌ تقريباً يفصلُنا عن عيدي الميلاد ورأس السّنة. موعدان سنويّان تنتظرهما آلاف العائلات في لبنان لتجتمع وتكتمل من جديد تحت سماء وطنٍ يعيشُ فيه المواطنون “كلّ يوم بيومو” في ظلّ الأزمات والأحداث التي تُلاحقهم، آخرها الحرب الاسرائيليّة على الجنوب. فكيف هي الأجواء في صفوف المُغتربين؟ وهل يتحضّرون أم يتردّدون في القدوم الى لبنان في الأعياد؟
قرّر إيلي ح. 34 سنة، وهو مواطنٌ لبنانيّ يعملُ في العاصمة السعودية الرّياض، أن يمتنع عن زيارة لبنان خلال الأعياد هذه السنة تخوّفاً من الأحداث في الجنوب التي من المُمكن أن تتمدّد الى مناطق لبنانيّة أخرى، وقال لموقع mtv: “مع توقّف رحلات الطيران السعودي الى لبنان، بات من الصّعب الحصول على مقعدٍ بسعر مناسب الى لبنان في الأعياد، خصوصاً وأنّ الأسعار خلال هذه الفترة جنونيّة، لذا وجدتُ أنه من الأفضل أن أبقى في السعودية لكي لا أضطرّ الى البقاء في لبنان إن تطوّرت الأحداث، لأنّ عملي هو أولويّة”، مُضيفاً: “ولكن في المُقابل، سأرسلُ مبلغاً من المال وهدايا لعائلتي مع زملاء لي سيزورون لبنان قريباً”.
أمّا ريّا، 23 سنة، وهي طالبة لُبنانيّة تُتابع تخصّصها الطبّي في العاصمة الفرنسيّة باريس، فأكّدت عبر موقعنا أنّها لن تزور لبنان أيضاً في العيد “والسّبب الأساسي هو أنّ عائلتي طلبت منّي ذلك، خوفاً من تطوّر الأوضاع الأمنيّة في لبنان ممّا قد يمنعني من العودة الى باريس لمُتابعة دراستي”، على حدِّ قولها، مُشيرة الى أنّ “العيد في لبنان له نكهة خاصّة جداً حتى لو كانت فرنسا بأبهى حلّة وزينة خلال هذه الفترة، وسأمضي العيد مع خالتي هنا، وقد أزور لبنان خلال شباط أو آذار عندما نتأكّد من أنّ الأوضاع الأمنيّة ستكون مُستقرّة”.
مُقابل موجة الخوف والتردّد لدى البعض، لبنانيّون حجزوا تذاكرهم باكراً غير آبهين بما ستؤول إليه الأوضاع في بلدهم، على قاعدة أنّ “العيد في لبنان لا يُفوَّت لو مهما كانت الظروف”، ومنهم زياد، 47 سنة، الذي حجز تذاكر له ولعائلته التي تنتظرُ بفارغ الصّبر السفر الى لبنان من قطر في عيد الميلاد. وعبّر زياد عبر موقع mtv عن “حماسة كبيرة للعودة الى لبنان خلال الشّهر المُقبل، فنحنُ تعوّدنا على الأزمات والأوضاع الأمنيّة، وما يحصل لن يُثنينا عن المجيء لقضاء العيد مع الأهل والأصدقاء حتى لو لم تكُن الأجواء كما اعتدنا عليها في السنوات الماضية”، مُشدّداً على أن “العيد مش عيد إذا مَنَّك بلبنان وحدّ أهلك”.
بالفعل، قد يتخلّى اللبناني عن كلّ مظاهر العيد وعن الكثير من الكماليّات، إلاّ أن الثّابت الوحيد الذي يصنعُ العيد الحقيقي في القلوب قبل الشّوارع والبيوت، هو لقاءُ الأحباب، وهو أيضاً كلّ عناق والدٍ وقبلة أمٍّ بعد سفرٍ وغياب.