انعكاسات طوفان الأقصى على لبنان
الحركة السياحية نحو التراجع والخوف من القادم .
لان لبنان وفلسطين هما تؤامان في التاريخ والجغرافيا والمسار والمصير ،فإن اي شيء يحصل في فلسطين المحتلة لا شك بأنه سيلقي بظلاله على الساحة اللبنانية .
فجاء طوفان الأقصى لينعكس سلبا على حياة اللبنانيين اليومية ، وحركة البلد بشكل عام . فحركة تردد اللبنانيين الي المقاهي و المطاعم المتنفس الوحيد لهم قد خفت بشكل ملفت ،وذلك بسبب اهتمام اللبنانيين بمتابعة الاخبار على الساحة الفلسطينية ،بالإضافة الي ما يحدث في الجنوب اللبناني . واذا ما تردد البعض على المقهى يكون من أجل متابعة اخر المستجدات على الساحة . عبر شاشات التلفزيون المنتشرة في المقاهي .
هذا عدا عن الخوف الدائم من تداعيات عملية “طوفان الاقصى” على لبنان ،وامتداد حالة التوتر التي يعيشها الجنوب الي حرب تشمل لبنان بأسره. والسؤال الذي يردده اللبنانيون الي اين سنذهب ؟ ما هو القادم ؟ الى اين المفر ؟
وقد يتردد الكثير من اللبنانيين المغتربين الذين اعتادوا على قضاء فترة الأعياد في لبنان مع ذوويهم الي زيارته هذا العام خوفا من توسع دائرة التوتر ،بالإضافة الى الزوار العرب من عراقيين واردنيين ومصريين لان العالم العربي بأسره منشغل بما يحصل في فلسطين المحتلة . بالإضافة الى الهاجس الدائم وهو إقفال المطار .
وبعد تحذير الكثير من الدول الاوروبية لرعاياها بضرورة مغادرة لبنان أوقفت الكثير من المجموعات السياحية الاوروبية جولاتها في لبنان وعادت الى بلادها .
وهناك العديد من النشاطات والفعاليات السياحية المحلية التي كانت تستقطب الكثير من السياح الأجانب والمواطنين اللبنانيين مثل “طريق بيت الجبل ” على سبيل المثال لا الحصر قد تم الغاؤها
.بالإضافة الى العديد من النشاطات الأخرى التي كانت تجرى سواء في العاصمة او في المحافظات .
اما على الصعيد المعيشي فالامور ما زالت تحت السيطرة خاصة فيما يتعلق بالدواء والغذاء والمحروقات فلا خوف من انقطاع تلك المواد ما دام المرفأ والمطار غير مهددين حتى الآن.
ورغم الخوف الذي يشعر به المواطن اللبناني فيبدو أن اللبنانيين قد اعتادوا على فكرة “الخطر الداهم” واصبحوا في حالة من الاخونة مع تلك الفكرة لذلك لم يصل اللبناني الى مرحلة ” حالة الهلع” لان الأمور ما زالت شبه اعتيادية وتحت السيطرة .