كتب عوني الكعكي:
لا نبالغ عندما نقول إنّ حركة «حماس» وبعد عملية «طوفان الأقصى» غيّرت صورة العرب في العالم.
أبدأ بكلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة السفير رياض منصور حيث قال:
«قبل أن أبدأ كلمتي أود الحديث عن النبي موسى عندما ضرب الصخر فتدفق منه الماء..
فقال في نفسه: كم هو رائع أن أستحم هنا. فخلع ثيابه ووضعها جانباً واستحم.. وعندما انتهى من الاستحمام وأراد أن يرتدي ثيابه وجدها قد سُرقت، وأنّ السارق هو إسرائيلي».
هنا نهض مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة غاضباً وقال: «ما هذا الهراء. الاسرائيليون لم يكونوا موجودين هناك في ذلك الوقت».
هنا ابتسم المندوب الفلسطيني وقال: «الآن تأكدنا من هذا الأمر، فسوف أبدأ كلمتي».. وسط تصفيق الحاضرين لروعة ودهاء وهدوء المندوب الفلسطيني.
عملية «طوفان الأقصى» التي تمّت خلال ساعتين وانتهت بنصر كبير لأوّل مرّة في التاريخ، ليس بالنسبة للفلسطينيين فحسب بل للعالم كله، إذ لم يحصل في التاريخ مثل تلك العملية… ولا ضرورة لتكرار ما كتبناه وكتبه الكثيرون من الزملاء، بل يكفي أن نقول: إنّ العالم تغيّر فعلاً، ونعطي مثلاً على ذلك أميركا التي قررت إنتاج 40 فيلماً وثائقياً عن العملية، ما يدلّ على عظمة العملية.
من ناحية ثانية، هناك الكثير من الحالات التي حصلت في فترة «الجنون» الاسرائيلي بقصف وتدمير غزّة ليلاً ونهاراً خلال 48 يوماً بشكل متواصل.
سيدة وابنتها اطلق سراحهما قالتا: «إنّه وفي أحد الأيام طرق باب الغرفة 4 رجال من «حماس» حيث كانتا محجوزتين فيها»، وهنا قالت الفتاة: «خفت وقلت في نفسي سأقول أن يفعلا بي ما يريدون، ولكن أرجوهم أن يتركوا والدتي لأنها مريضة، وبدل أن يكون هناك أي غلط، تبيّـن أنّ رجال «حماس» كانوا يحملون مياهاً وتمراً، وقدّموا لي ولوالدتي زجاجتي ماء وبعض التمر».
منذ يومين نشرنا قول ضابط إسرائيلي اسمه كريس جوش chris Josh… فماذا قال: «إسرائيل تتجاهل أعداد قتلاها وجرحاها، وتعتّم على ما أصابها من خسائر من عملية «طوفان الأقصى». لقد قتل ما لا يقل عن 300 جندي إسرائيلي، وأصيب أحد عشر ألف جندي ودمّرت مئات الدبابات والمركبات والعربات المصفحة…
الاسرائيليون كانوا يحاربون أشباحاً وقوى خارقة، يقاتلون أناساً يخرجون الى القتال بسراويل «اديداس» و»الشباشب» أو يخرجون حفاة، ومقاتلو «حماس» يقاتلون بإرادة وإيمان وشجاعة مرعبة… الناس في إسرائيل حزانى غاضبون».
كما ذكرنا في مقالاًتنا مصطلحاً جديداً اسمه «مسافة صفر»، هذا المصطلح أطلق على أبطال حركة حماس كيف كانوا يهجمون على الدبابات ويضعون القنابل ويفجرونها.
ما حدث في غزّة وخصوصاً معارك الدبابات يعتبر مجزرة لدبابات إسرائيل حيث وصل عدد الدبابات التي فجرها صاروخ صنع في غزة كلفته 300 دولار، فقضى على فخر صناعة الدبابات في العالم ألا وهي دبابة «الميركاڤا» التي تبلغ كلفتها 7 ملايين دولار…
لا شك بأنّ الرأي العالم العالمي بدأ يتغيّر بشكل كبير، ليس في أميركا وجميع ولاياتها، من نيويورك الى واشنطن الى ديترويت الى عدد كبير من الولايات في أميركا ولكن تعدّاها الى كندا وفرنسا حيث شاهدنا تظاهرات لم تشهدها باريس في تاريخها من قبل… ثم إلى بريطانيا وتحديداً الى لندن حيث صور التظاهرات وعدد المتظاهرين يفوق الوصف والتصوّر.
أكتفي بالقول إنّ خطاب حركة حماس السياسي أصبح أكثر من عاقل، بينما الخطاب السياسي الاسرائيلي أصبح كاذباً.
وهذا يكفي لنقول إنّ الرابح لا يقول إلاّ الحقيقة، والخاسر يحاول أن يكذب ليبرّر خسارته.