الهديل

د. حمد الكواري: تدمير المؤسسات التعليمية تدمير للأمل في المستقبل

د. حمد الكواري:
تدمير المؤسسات التعليمية تدمير للأمل في المستقبل
شهدت الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع افتتاح فعاليات النسخة الـ11 للقمة العالمية للابتكار في التعليم “وايز”، الذي عُقد على مدار يومي 28 و29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تحت عنوان “آفاق الإبداع.. تعزيز الإمكانات البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي”.
حيث دعت الشيخة موزا إلى جعل وايز منصة للأفكار المتجددة التي تواكب المتغيرات في العالم وما يواجهه التعليم من عوائق في بلدان معينة، وأوضحت أنه لا خيار سوى ابتكار الحلول للمشاكل المستعصية وهذا هو الدور الذي ينهض به وايز.
وقد حضر الدكتور حمد الكواري – وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء ورئيس مكتبة قطر الوطنية – الجلسة العامة التي نظمتها مؤسسة التعليم فوق الجميع ضمن فعاليات المؤتمر، ودون عبر حسابه على منصة “إكس”:
تدمير المؤسسات التعليمية
تدمير للأمل في المستقبل.
أخشى ما يخشاه الظالمون العلم ، لأن الجهل ركيزة ظلمهم.
سعدت بحضوري الجلسة العامة التي نظمتها مؤسسة التعليم فوق الجميع ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم في حضور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع.
تأتي هذه الجلسة في سياق واقعي استثنائي، وهو العدوان الغاشم على غزة بجنونيته التي لا يقبلها العقل إلا أن ذلك لم يوقف تفكير العقلاء في مصير الإنسانية بعده، وليس التفكير في التعليم غير بوصلة بناء المستقبل .
لقد انتابتني مشاعر مختلطة ما بين الفخر بجهود مؤسسة “التعليم فوق الجميع” في قطاع غزة، -مبادرة قطرية شقت طريقها بأقدام راسخة إلى العالمية-
وبين الحزن الممتزج بالأسى لأن (بيت الفاخورة) الذي أنشأته المؤسسة في منطقة الرمال في غزة قد تعرض للقصف الإسرائيلي الأعمى، ضمن عشرات المدارس والمستشفيات التي استهدفها العدوان واستهدف ماتعنيه من رمزية.
لم تقتصر جهود (بيت الفاخورة) الذي أخذ إسمه من مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا للاجئين، على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والشباب، وإنشاء برامج مهنية للطلاب ذوي الإعاقة، بل سعى أيضاً إلى إطلاق برامج تدريبية للطلبة ذوي الإعاقة ومنح دراسية للشبان المهمشين لدعمهم في استكمال تعليمهم الجامعي.وكلها أهداف نبيلة تحوّل التعليم إلى سلاح للصمود، وهو ما لا يقبله العدو الغاشم .
استمعت مثل جميع الحاضرين إلى التجربة المروعة التي مرت بها الشابة آثار أحمد خريجة منحة برنامج الفاخورة، وهي تتحدث عما تعرضت له من أزمات إنسانية منذ طفولتها بداية من سماع أزيز الطائرات وأصوات القصف والمدافع والقنابل والدبابات ورؤيتها أفراد أسرتها مضرجين في دمائهم وتناثر أشلائهم بسبب قصف منزلهم في غزة، وكيف كان لمنحة الفاخورة الفضل في تحولها وتطورها الشخصي، المحفز للتغيير والنهوض من جديد. إنها بقدر تعبيرها عن معاناة الشباب الفلسطيني فقد رسمت أفق الأمل لأجيال قادمة، وقدمت شهادتها.
شكراً للتعليم فوق الجميع، الذي استمر في أداء الرسالة، فالتعليم قوة تغيير فريدة تساعد على تحمل الصدمات والتعامل بثبات وقوة مع تحديات الحياة.
التعليم مصدر للأمل وتدميره هو تدمير للمستقبل.
إن ما يخشاه الظالمون هو العلم لأنهم يقيمون ظلمهم على الجهل.

Exit mobile version