يلعب الإعلام بعدا حيويا في تغطية الصراعات حول العالم ،شريطة الالتزام بالمعايير المهنية والاخلاقية .ولكن المتابع للابادة الجماعية في قطاع غزة سيلاحظ مخالفة وسائل اعلام تحظى بملايين المتابعين من مختلف الجنسيات بالكثير من تلك المعايير .
ونتكلم هنا عن وسائل اعلام مثل “الغارديان”و “فوكس نيوز ” و نيويورك تايمز” و غيرها من وسائل الإعلام العالمية
على سبيل المثال في نشرات اخبار البي بي سي ورد تقرير حول الام عائلات الاسرى الاسرائيليين بمعدل ثلاثة اضعاف عن ما خصص لالام الفلسطينيين في غزة وذلك في اليوم نفسه الذي قصف فيه جيش الاحتلال المستشفى الاندونيسي وانهمرت على رؤوس المدنيين المزيد من القنابل .
هذا عدا عن التجاهل الصارخ لوضع الاسرى التي تحتجزهم دولة الاحتلال أولئك النساء و الاطفال الذي عادة ما يتم القبض عليهم من قبل جنود الاحتلال في منتصف الليل . وهم يقبعون حاليا في السجون الإسرائيلية ولا يسمح لأي أحد منهم برؤية عائلته .
والأمر الذي لا يأتي على ذكره احد هو أن مراسلي الحرب الغربيين غابوا تماما عن غزة ونجدهم فقط مرافقين للجيش الإسرائيلي. ولو أرادوا الدخول الي غزة لوجدوا الي ذلك سبيلا .
أن الأساس التي تقوم عليه التغطية الاعلامية الغربية يسقط تماما من الحسبان عقوبات من الاحتلال الإسرائيلي الوحشي بالإضافة الي الحصار الغير إنساني المفروض على قطاع غزة .
لذا ما يحصل في التغطية الاعلامية الغربية هو أن الأدوار مقلوبة تماما وكان ضحايا الاحتلال هم المحتلون .ودولة الاحتلال هي فريسة هؤلاء .
وهناك مقاومة عنيفة في وسائل الإعلام الغربية ضد وصف الأعمال التي تقوم بها دولة الاحتلال بالابادة الجماعية ولم يقتصر الامر في الاعلام الغربي على تزييف الحقائق فقط وانما طال صحافيين من اصول عربية مؤيدين للقضية الفلسطينية . حيث منعوا من التحدث على المنابر او تم فصلهم من القناة بسبب مواقفهم او تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني.
بعض وسائل الإعلام الأميركية تراجعت عن مواقف سابقة دعمت حملة الإعلام الإسرائيلي لقتل المدنيين الفلسطينيين بعد أن قدمت هذه الوسائل تبريرات للعمليات العسكرية من خلال نشر اخبار مضللة تشير الي أن حماس ارتكبت جرائم ضد الأبرياء بما في ذلك الاطفال .وبعد التحقق والتحقيق أكدت صحيفة نيويورك تايمز انه لم تظهر ادلة تثبت هذه الادعاءات.
ومن عالم المكتوب الي عالم الكاريكاتور حيث حاول هؤلاء إظهار الحقائق الا انهم لم يسلموا من الحملات المسعورة مثلما حصل مع الرسام البرتغالي الشهير فاكسو غارغالو لنشره رسم في مجلة سافادو البرتغالية بعنوان “المحرقة” حيث يتولى نتنياهو وضع تابوت يمثل الشعب الفلسطيني في المحرقة ،الأمر الذي آثار عاصفة غضب شعواء على الرسام والمجلة والصورة .