د. حمد الكواري:
العدوان الإسرائيلي يسحق البراعم قبل أن تتفتّح لوأد المستقبل
سيسجل التاريخ أنه في عصرنا كانت إبادة الأطفال.
الصامتون مشاركون في الإبادة،وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.
الطفولة: الجمال والبراءة ومشروع المستقبل.
العدوان الإسرائيلي حرب وقحة ضد الطفولة، بما تعنيه الطفولة من جمال وبراءة وارتباط بالمستقبل.
مجازر لا تعد ارتكبتها الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، كان باستمرار الشباب والنساء وكبار السن والأطفال ضحاياها،
ولكن مجزرة غزة ضحيتها الأولى والأساسية هي الطفولة.
في وقت وجيز سارع العدوّ بتحديد أولوياته في الإبادة!
قَتَلَ من الأطفال والرضع والهدج ولا زال – استهدافاً وأعداداً ووحشية وتعذيباً – بشكل لم يسبق في التاريخ،
بحروب دامت أشهر، بل سنين، إنه يمعن في القتل بسادية، يسحق البراعم قبل أن تتفتّح لوأد المستقبل.
وبحكم طبيعة عصرنا وإمكانياته التكنولوجية فإن المجزرة تُنْقَل على الشاشة في كل مكان في العالم لحظة بلحظة،
فالعالم قاطبة بالمنظمات الدولية والمتخصصة وبدوله والمجتمع المدني مشارك في هذه الجرائم حيث يتابعها كمشاهد لفيلم تراجيدي صار فيه الواقع مشابهاً للخيال، إذ لا يستطيع أحد ادعاء الجهل بالجريمة وحجمها.
ولاعذر لـ(الصامت) فمسؤوليته لا تقل عن هذا الداعم علناً بالبيانات أو بالسلاح أو المال أو العلاقة، الكل متورَط ويتحمل نصيبه من المسؤولية.
وتتضاعف هذه المسؤولية كلما زادت (القربى) بالضحية، دماً وعقيدة وجغرافية وثقافة وإنسانية، فظلم ذوي القربى أشد مضاضة.
سيسجل التاريخ أن عصرنا كان عصر إبادة الأطفال.
دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
ورئيس مكتبة قطر الوطنية