الهديل

خاص الهديل: تفاصيل خطة “مهمة ميونيخ” الإسرائيلية: قتل مسؤولي حماس في كل العالم ولعقود مقبلة!!

خاص الهديل:

أعلن ليلة أمس رئيس الشاباك زونين بار أن مجلس الحرب المصغر (كابينيت) أصدر إليه تعليمات بالعمل على اغتيال قادة حماس حيثما وجدوا في غزة والضفة ولبنان وتركيا وقطر.

وإثر صدور كلام بار ثارت العديد من ردود الفعل والمواقف والتحليلات المعقبة عليه؛ وهي بمجملها إنقسمت إلى ثلاث وجهات نظر أساسية:

وجهة النظر الأولى صدرت عن المحللين الإسرائيليين المتخصصين بالملف الأمني، وأيضاً صدرت عن مسؤولين كبار في الوسط الرسمي العسكري والأمني والسياسي الإسرائيلي.

وضمن هذه الفئة برز تعقيب يقول آن آلية توجيه القرار كما صدر عن الكابينيت، يشي بعدم الاحترافية؛ حيث أنه وفق القانون الإسرائيلي، فإن الحكومة تصدر قراراتها بشأن تنفيذ عمليات الاغتيال الخارجية إلى الموساد المختص حصراً بالأمن خارج إسرائيل، وليس إلى الشاباك المختص حصراً بالأمن داخل إسرائيل.

.. وتلفت هذه التعقيبات إلى أن توزيعة الصلاحيات الأمنية داخل خارطة المؤسسات الاستخباراتية الإسرائيلية، تلحظ وجود فصل تام بين مهمات الأجهزة الاستخباراتية الرئيسية، وذلك منعاً لحصول تضارب صلاحيات بينها خلال تنفيذ المهام الأمنية الحساسة.. وبموجب هذه التوزيعة فإن الشاباك تنفذ كل الأعمال الأمنية داخل إسرائيل؛ فيما الموساد تنفذ كل العمليات الأمنية خارج إسرائيل.. وهناك مصادر تتحدث عن وجود استثناء وحيد في هذا المجال، قوامه أن الشاباك أعطي بشكل استثنائي، صلاحية العمل على ساحة الاردن، وذلك نظراً لاعتبارات لا تزال سرية.

وبخصوص أن قرار كابينيت الحرب تجاوز آلية صلاحيات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، يدور في هذه الآونة جدل بين خبراء أمنيين لتفسير سبب توجيه الكابينيت أوامره إلى الشاباك وليس إلى الموساد لاغتيال قادة حماس حول العالم.. وأحد التفسيرات يقول أن توجيه الأمر للشاباك لا يعكس وجود إرباك على المستوى الحكومي؛ بل هو توجيه مقصود ومدروس، ويقع تبريره في أن كابينيت الحرب صار يعتبر حماس منذ تنفيذها هجوم ٧ أكتوبر، بمثابة “عدو داخلي” لها؛ وعليه فإن مسؤولية مكافحتها أينما وجدت، تقع على عاتق الشاباك بمساعدة الموساد والأجهزة الأمنية الأخرى.

وبمقابل هذا الرأي يوجد رأي آخر يقول أن توجيه الكابينيت الأمر للشاباك لاغتيال قادة حماس في قطر ولبنان وتركيا، هو مجرد قرار استعراضي يهدف لتحقيق أمرين إثنين:

الأول يتمثل برفع معنويات الشاباك، وتبييض صورته في عيون الإسرائيليين، ذلك أن الشاباك يعاني حالياً من تصنيفه إعلامياً وسياسياً بأنه أحد المتهمين الأساسيين بالفشل؛ وذلك لكونه أخفق في مهمته بتوقع هجوم ٧ أكتوبر قبل حدوثه.

الأمر الثاني له صلة برغبة إسرائيل بإدارة حرب نفسية ضد سلطات الدول التي تستضيف قادة حماس، وإشعارها بأنها تورط دولها بمشاكل هي بغني عنها؛ وأن القرار الأفضل لها هو طرد قادة حماس من بلدانها.

.. أما وجهة النظر الثانية التي عقبت على توجيه الكابينت أمراً للشاباك باغتيال كل قادة حماس بالداخل والخارج، فهي اتسمت بمنحى استراتيجي، ومفادها التالي: من ناحية أساسية، فإن قرار كابينيت الحرب يعكس إنشاء “خطة طويلة المدى”.. وهي خطة أطلق عليها رئيس الشاباك تسمية “خطة جيلنا” أو “مهمة ميونخ”؛ بمعنى أنها خطة إسرائيل الاستراتيجية للإنتقام من يوم ٧ أكتوبر على المدى الطويل، والتي سيتكفل بتنفيذها الجيل الإسرائيلي الحالي الذي عليه تنفيذ حكم الموت على كل الأشخاص المنتمين لحماس، وكل الاشخاص الذين خططوا أو شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر، بعملية طوفان الأقصى..

.. وضمن هذا التوجه، تريد إسرائيل القول أنها تعتبر يوم ٧ أكتوبر بنتائجه ضد الإسرائيليين، يساوي واقعة ارتكاب النازيين لفعل المحرقة ضد اليهود.. وعليه فإن المطلوب يهودياً في إسرائيل وفي العالم عدم الاكتفاء برد الفعل الذي تقوم به إسرائيل اليوم ضد غزة، بل المطلوب أن تستمر ملاحقة من تسميهم تل أبيب “بقتلة اليهود الجدد” (أي حماس والفلسطينيون) لأجيال قادمة، وذلك حتى تنفيذ كامل هدف الانتقام من آخر شخص في حماس كان له دوراً ولو معنوياً في حصول يوم ٧ أكتوبر، تماماً كما أن الحركة الصهيونية ومن ثم إسرائيل لاحقت ولا تزال المسؤولين عن المحرقة النازية ضد اليهود لعقود تالية على وقوعها.

.. وجهة النظر الثالثة تدرج قرار الكابينيت للشاباك ضمن لعبة الخلافات والمحاور داخل إسرائيل التي تنقسم حالياً بين غالانت ومعه الأجهزة الأمنية والجيش من جهة، ونتنياهو ومعه كل معسكر اليمين من جهة ثانية.. وهذا الانقسام يدور حول أمر هام، وهو من سيتحمل المسؤولية الكبرى عن فشل ٧ أكتوبر بعد وقف النار.. ويبذل كل طرف من هذين المعسكرين المتنافسين، أقوى جهوده لتحسين صورته بالمواجهة ضد حماس.. وبما أن الشاباك هو المتهم الأمني رقم واحد بالفشل في التصدي لعملية طوفان الأقصى، فإن الطرف المؤيد له داخل كابينيت الحرب، يحاول إسناد أدوار “بطولية” إليه، حتى لو كانت هذه الأدوار من خارج صلاحياته حسب قانون عمل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية؛ وكل هدفه من ذلك القول أن الشاباك يتصدر عملية الثأر الإستراتيجي لإسرائيل من الذين ارتكبوا ٧ أكتوبر ضدها!!

Exit mobile version