الهديل

زعماء الموارنة هم المسؤولون عن تعثر انتخاب رئيس للبلاد

 

كتب عوني الكعكي:

قبل نهاية عهد الرئيس السابق ميشال عون بأشهر، كان غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يحذر وينبّه ويقول: «إحذروا الفراغ»، وكان يقول أيضاً: «يجب انتخاب رئيس للجمهورية لأنّ البلد لا يمكن أن يكون من دون رأس.. كما الجسم لا يمكن أن يعيش من دون رأس».

ولم يكتفِ غبطته بالتحذير، بل شاركه في ذلك متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة الذي كان يقول ما ينساه أو لم يقله البطريرك، خائفاً ومحذراً من الفراغ.

بمعنى أدق، إنّ القيادات المسيحية الدينية ليست راضية عن الفراغ… ولكن للأسف الشديد القيادة الروحية أو الدينية في وادٍ والسياسيون في وادٍ آخر.

وبكل صراحة وكل موضوعية سأقول: لماذا زعماء الموارنة هم المسؤولون عن تعثر انتخاب رئيس للجمهورية.. وهنا أعني قائد «القوات اللبنانية» الذي يملك أكبر كتلة نيابية عدداً.

والرئيس السابق ميشال عون من خلال صهره الذي سقط مرتين في الانتخابات النيابية، وقام باعتماد قانون جديد للانتخابات كي يضمن نجاحه ونجاح عدد من نوابه.

ولو عدنا الى التاريخ نرى اننا بقينا سنتين ونصف السنة من 24 أيار 2014 الى 31 تشرين الأول 2016 وقائد المقاومة يقول «يا تنتخبوا ميشال عون أو لا رئيس»… وقتها اتفق الدكتور سمير جعجع مع الرئيس السابق ميشال عون في معراب، في ما سمّي بـ»اتفاق معراب»:

– البند الأول:

موافقة الدكتور سمير جعجع على تأييد انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.

– البند الثاني:

الاتفاق على المناصفة في عدد النواب بين التيار الوطني الحر وبين القوات اللبنانية.

– البند الثالث:

المناصفة في عدد الوزراء.

لكن المصيبة الكبرى هي ان الرئيس السابق وصل الى الرئاسة وكما يقولون «شمع الخيط».

اليوم السؤال الكبير: من يعطّل انتخاب رئيس جديد للبلاد؟

أولاً يدّعي الدكتور سمير جعجع قائد «القوات اللبنانية» انه يريد رئيساً حراً مستقلاً، وهذا غير صحيح لأنّ الرئيس الذي يتحدّث عنه يحتاج الى موافقة من المملكة العربية السعودية، وهذا ليس سراً.

اما بالنسبة للرئيس السابق ميشال عون، فهو يدّعي انه يريد رئيساً حراً مستقلاً، كذلك فإنّ كلامه غير صحيح، لأنه ينتظر أوامر إيران.

بمعنى آخر، إنّ زعماء الموارنة ليسوا أحراراً، وكل واحد منهم تابع لدولة غير لبنانية.

اما بالنسبة للوزير سليمان فرنجية، فهذا الرجل صريح ويعلن انتماءه في كل مرّة يتحدّث فيها، وهو الوحيد الذي يملك حق القرار… وللمناسبة لو أراد أن يكون رئيساً للجمهورية لوصل منذ 7 سنوات، يومذاك كان الوضع السوري غيره اليوم، وكان باستطاعته لو أراد أن يكون رئيساً للجمهورية لفعل.

وللتذكير أقول: أنّ مشكلة الرئاسة هي عند الموارنة، وأذكّر انه في عام 1970 اتفق زعماء الموارنة وهم: الشيخ بيار الجميّل، والرئيس السابق كميل شمعون والعميد ريمون إده، يومذاك اتفقوا على ترشيح المرحوم الرئيس سليمان فرنجية، واستطاع أن يفوز بفارق بصوت واحد ضد «الشهابية».

هذا يعني ان على زعماء الموارنة التوقف عن عدم قول الحقيقة، فما يقوله غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بأنّ مسؤولية عدم انتخاب رئيس تقع على الموارنة.. وبأنه من العار أن يظل قصر بعبدا مقفلاً طيلة عام وشهرين.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version