د. حمد الكواري: حتى يعلو نشيد السلام.. تحتاج الضمائر الحية إلى التكاتف
yasmin ahmad
د. حمد الكواري:
حتى يعلو نشيد السلام.. تحتاج الضمائر الحية إلى التكاتف
الضمائر الحية تحتاج إلى التكاتف كلما نعقت غربان الشر، حتى يعلو نشيد السلام فوق نعيقها
ليس كل من يتحمل مسؤولية أممية يدخل التاريخ من بابه الكبير، فالمسؤولية وحدها ليست جواز سفر للعبور إلى مكانة الكبار الذين يحتلونها بامتياز بفضل مواقفهم، من ذلك الباب الفسيح يدخل الأمين العام للأمم المتحدة انتوني غوتيرش، التاريخ لإدراكه للمسؤولية التي يتحملها، وشجاعته في التعبير عن مقتضيات الأمن والسلام التي تفرضها عليه مهمته كأمين عام للأمم المتحدة في وقت ترتعش فيه أصوات الساسة في الغرب وتُنكس فيه الرؤوس للمذلة للعدوان الإسرائيلي.
ورغم انتمائه إلى أوروبا، وإلى عالم الشمال وحساسية موقعه وضغوطات موازين القوى في المنظمة وفي دولة المقر في نيويورك إلا أن ذلك لم يمنعه من تحمل مسؤوليته في واحدة من أهم التحديات التي يواجها العالم، وهي العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ووضعه القيم الإنسانية الأممية على المحكّ.
فمنذ البداية أعلن وبشجاعة وفي قمة الهستيريا الغربية التي تلت طوفان الاقصى أن (أحداث 7 اكتوبر ليست معزولة عما سبقها من مآس في القضية الفلسطينية) وهذا موقف شجاع، في وقت تختفي فيه الشجاعة في قول الحق .
وها هو الأمين العام مرة أخرى، يقدم على موقف غير مسبوق، برسالة وجهها إلى مجلس الأمن معتمداً على المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة، والتي تخوله (لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين) وقال في رسالته إلى مجلس الأمن (إن الحرب في غزة قد تهدد حماية الأمن والسلم الدوليين)، وقال (إننا نواجه خطراً شديداً يتمثل في انهيار المنظومة الإنسانية، الوضع يتدهور بسرعة، لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى الأمن والسلام في المنطقة).
وأتوقع أن يتعرض الأمين العام لحملة شرسة وربما أكثر من ذلك من قوى قادرة ومؤثرة عُرفت بولائها الأعمى لإسرائيل.
وباعتباري من أبناء الأمم المتحدة عملت فيها وفي منظماتها المتخصصة وكانت موضوع رسالتي في الدكتوراة ولي كتاب عنها “جدل المعارك”، ومن الحريصين على قيامها بمهماتها، فإني أطالب محبي السلام والعدل دولاً ومنظمات وأفراداً الوقوف إلى جانب الأمين العام والتصدي لما سيواجهه من قوى الغطرسة والطغيان، ومساندته في مواقفه الشجاعة للمحافظه على العدل والسلام في العالم.
إن الضمائر الحية تحتاج إلى التكاتف كلّما نعقت غربان الشر حتى يعلو نشيد السلام فوق نعيقها.
