الهديل

24 ساعة من الغارات المتواصلة على خان يونس وإسرائيل تنفي قتلها أي مدني!!!

 

كتب عوني الكعكي:

يبدو ان الاعلام الاسرائيلي فقد عقله، وذلك عندما صرّح لإحدى وكالات الأخبار العالمية قائلاً: إنّ العدو الاسرائيلي لا يتعرّض للمدنيين في حربه في غزة… لو سلّمنا جدلاً ان إسرائيل لم تقتل أي مدني… فبالله عليكم قولوا لي: من قتل أكثر من 17 ألف مواطن من أهل غزّة و5 آلاف لا أحد يعرف مصيرهم، وهناك 25 ألف جريح..؟ كل هؤلاء وإسرائيل لم تقتل أي مواطن مدني فلسطيني في غزة! يمكن أن يكونوا قد انتحروا..

وهنا لا بد أن نذكر ان إسرائيل منذ 62 يوماً وطائراتها تغير على كل متر في مدينة غزّة، ليلاً ونهاراً، والدبابات ترمي بقذائفها الدقيقة وغير الدقيقة التي لا تهدأ على مدار الساعة. كل هذا وإسرائيل تقول بأنها لم تتعرّض للمدنيين.

على كل حال، تاريخ إسرائيل بإخفاء خسائرها خصوصاً البشرية منها معروف، فهي دائماً تتحفظ على قول الحقيقة وعلى ذكر الأعداد والخسائر الحقيقية.

وهذه الحرب التي دخلت فيها إسرائيل كانت تعتقد انها سوف تقضي من خلالها على “حماس” خلال يومين فقط، ولكن لم تكن إسرائيل تتصوّر أنها ستجابه هذه المقاومة الصامدة. فمنذ 62 يوماً بالرغم من كل الغارات والقصف، والأهم تدمير 60% من مباني غزّة، وحركة حماس صامدة كالجبال لا تأبه لكل هذه الكمية من النيران التي لم يتعرّض لها شعب في أي حرب من الحروب، حتى الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وبالرغم من ضراوتها لم تصل الى حدود الـ50% من الذي يحدث في غزة.

من ناحية ثانية، نرى العالم لا يزال صامتاً، ولكن يبدو ان الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش وجه رسالة غير مسبوقة الى مجلس الامن بشأن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة محذراً من مخاطرها على المستوى العالمي، كما حذر من ان النظام العام في القطاع يوشك أن ينهار بالكامل… واعتمد الأمين العام على المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة التي نادراً ما تستخدم والتي تخوّله لفت انتباه مجلس الامن الى أي مسألة يرى انها قد تحدد حماية السلم والأمن الدوليين.

وهذه أول مرة يستخدم فيها غوتيريش هذه المادة منذ توليه منصبه عام 2017، وقال “إننا نواجه خطراً شديداً يتمثل في انهيار المنظومة الانسانية. الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة قد تكون لها تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة”.

وأوضح غوتيريش -في الرسالة التي وجهها للدول الـ15 أعضاء المجلس- أنه “مع القصف المستمر من جانب القوات الاسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حد أدنى للبقاء، أتوقع انهياراً كاملاً وشيكاً للنظام العام، بسبب ظروف تدعو الى اليأس، الأمر الذي يجعل تقديم مساعدة إنسانية مستحيلاً، حتى ولو كانت محدودة”.

وأضاف “قد يصبح الوضع أسوأ مع انتشار أوبئة وزيادة الضغط لتحركات جماعية نحو البلدان المجاورة”.

إلى ذلك، تقول إسرائيل إنّ قيادة حركة حماس موجودة في خان يونس، ولذلك فإنها قررت أن تكون الغارات مستمرة عليها منذ 24 ساعة متواصلة وما زالت.

هذه ليست الكذبة الأولى، لأنها كانت تدّعي في بداية الحرب أنّ مستشفى الشفاء الموجود في قلب غزة دمرته بحجة الادعاء بأنّ قيادة حركة حماس تعتمده مركزاً رئيسياً لقيادتها، والمصيبة ان الاعلام الاميركي وخصوصاً مجموعة من الـCNN دخلوا الى المستشفى وصوّروه من فوق ومن تحت، ولم يعثروا على شيء.

على كل حال، ما فعلته حركة حماس بدءاً بعملية “طوفان الأقصى” وتفعله ليلاً ونهاراً منذ 62 يوماً، كل ذلك دخل تاريخ البطولات لشعب فلسطين في مقاومة “الجيش الذي لا يُقهر”.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version