الهديل

وسط مخاوف من إعدامات جماعية.. مشاهد عشرات المدنيين شبه عراة في شوارع غزة تثير غضبا واسعا

شهدت المنصات العالمية غضبا واسعا، عقب تداول صور لفلسطينيين مدنيين شبه عراة في شوارع غزة، وسط استنكارات لصمت العالم إزاء تعامل القوات الإسرائيلية مع الأسرى الفلسطينيين، ومخاوف من تنفيذ إعدامات جماعية فيهم.

وقد ادعت القوات الإسرائيلية أن المعتقلين مقاومون سلموا أنفسهم، في حين أكد فلسطينيون تعرفهم على صحفيين وشخصيات اجتماعية وعلمية بينهم، كانوا داخل مراكز الإيواء التابعة للمنظمات الدولية.

وأعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، توثيقه اعتقال الجيش الإسرائيلي لعشرات المدنيين الفلسطينيين، من مراكز النزوح في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، مؤكدا تنكيل القوات الإسرائيلية بالمعتقلين وتعريتهم، لافتا إلى أن بينهم صحفيين وأطباء وأكاديميين ومسنّين

وتفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي مع الصور المتداولة على نطاق واسع، حيث شكك مدونون في الرواية الإسرائيلية بأن الأسرى مسلحون، مؤكدين تعرفهم على بعض أقاربهم وأصدقائهم بين الأسرى، وأنهم كانوا في مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة.

وقال السفير الفلسطيني في بريطانيا، حسام زملط، عبر حسابه على منصة إكس “لم تُظهر وسائل الإعلام الإسرائيلية القتل الجماعي للأطفال الفلسطينيين والمدنيين الأبرياء، أو الدمار الشامل لغزة، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تتورع عن عرض هذه الصور الوحشية لقوات الاحتلال الإسرائيلي وهي تحتجز وتجرد المدنيين الذين تم أخذهم من ملجأ للأمم المتحدة في غزة اليوم”.

وأضاف زملط “هذا يستحضر بعضًا من أحلك فترات تاريخ البشرية. لقد فات الوقت الذي يتحدث فيه العالم ككيان واحد ويطالب -ويفرض- قرارًا فوريًّا ودائمًا”.

وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي، رامي عبده، عبر حسابه على منصة إكس إن “من بين المعتقلين اليوم في مشروع بيت لاهيا المسنين الحاج خليل هاشم الكحلوت 65 عامًا، والحاج رفيق أحمد الكحلوت 60 عامًا، والحاج محمد إسماعيل الكحلوت 57 عامًا، ومدير مدرسة الأونروا درويش الغرباوي 48 عامًا، وموظف الأمم المتحدة أحمد أكرم لبد 56 عامًا، والطفل محمد حمزة الكحلوت 15 عامًا، والطفل يوسف خالد لبد 15 عامًا”.

كما تعرف هاني المدهون، وهو أحد موظفي وكالة الأونروا، على عدد كبير من أفراد عائلته عبر الصور المتداولة، ومن بينهم والده وشقيقه وأبناء عمومته وأبناء أخيه الأطفال، وأكد عبر صفحته على فيسبوك أنهم لا ينتمون إلى حماس، وليس لهم أي ارتباط بالمقاومة.

وقال المدهون “شارك موقع إسرائيلي صورة أبناء عمي وأبي وأبناء عمومتي مع الأسرى، وأن هؤلاء هم مسلحون لحماس يستسلمون”، وأضاف “أنا مرتبط بنصف هؤلاء الرهائن الذين ترونهم في شاحنة الجيش الإسرائيلي، وهم لا علاقة لهم بحماس على الإطلاق ولم يستسلموا لأحد”.

وأكد الصحفي البريطاني سام هاب، عبر حسابه على منصة إكس، تعرفه على أحد الصحفيين من الصور، قائلًا “هذا الصحفي ضياء الكحلوت الذي يعمل مراسلا للعربي الجديد، واعتقله جيش الاحتلال هو وعشرات آخرون بدعوى أنهم من مقاتلي حماس”، مضيفًا “الدعاية الإسرائيلية الكاذبة يتم كشفها مرارًا وتكرارًا”.

ولم تغب مخاوف المدونين من ارتكاب القوات الإسرائيلية لإعدامات جماعية، في ظل الصمت الدولي إزاء العدوان على غزة، وأشار بعضهم إلى السجل الأسود للجيش الإسرائيلي في التعامل مع الأسرى في الحروب السابقة، ولفت آخرون إلى أن تلك المشاهد والصور مشابهة لممارسات تنظيم الدولة والقوى الاستعمارية في حقب سابقة.

وقد قارنت الكاتبة، شيلجا باتل، بين صورتين للأسرى الفلسطينيين وصور مشابهة لأسرى كينيين لدى القوات البريطانية، خلال الحقبة الاستعمارية وعلقت قائلة “على اليسار سكان غزة اليوم، تحت المدافع الإسرائيلية، على اليمين الكينيون في الخمسينيات، تحت الأسلحة البريطانية. هل ترى؟ بالنسبة للبعض منا، هذه الصور، وهذه الأوضاع، موجودة في ذاكرتنا الجينية. نحن نعرف ما هم. الاستعمار. الإمبريالية. الإبادة الجماعية”.

وعلق المدون عبده فايد، على صور الأسرى المتداولة قائلا “هذه أثمان مؤجلة سيدفعونها لا شك. جيل بعد جيل سيرث الثأر أكواما حتى يأتي من ينفض عنا غبار الذل مرة واحدة وللأبد”.

وأضاف فايد “هذا تاريخهم نشاهده بالعرض البطيء والبث المباشر، فعلوا ذلك في حق الأسرى المصريين في عتليت، في حق اللبنانيين عام 1982، في حق أهالي دير ياسين. ولكل ذلك حساب”.

من جانبه، قال الناشط هادي نصر الله “للوهلة الأولى قد يعتقد المرء أن هذا هو إعدام داعش الجماعي للمدنيين في العراق. ولكن هؤلاء هم الجنود الإسرائيليون الذين يجمعون المدنيين الفلسطينيين في غزة. إسرائيل = داعش”.

وكانت وسائل إعلام محلية إسرائيلية وحسابات رسمية، قد تداولت أمس الخميس، صورا ومقاطع فيديو، لعشرات من الأسرى الفلسطينيين عراة جالسين على الأرض، بعد أن قامت القوات الإسرائيلية باعتقالهم وترحيلهم إلى جهة غير معلومة.

Exit mobile version