رأى الصحافي الفلسطيني أحمد الحاج علي أن “الذين يعرفون هندسة وطبيعة الأنقاق في غزة وخرائطها، هم محدودون ونادرون جداً، ومسألة إغراقها ليست بالعملية السهلة”.
وفي مقابلة قال الحاج علي: “تحسّبت حركة حماس لمسألة إغراق الأنفاق منذ العام 2014، بعد عملية إغراق الأنفاق بين سيناء وغزة، وهكذا عملية قد تُضِر بالآبار الجوفية أو بنفق معين، ولكنها لا تضر بالأنفاق بشكل عام، لأن سكانها يعرفون كيف يفتحون ويغلقون منافذها”.
وأشار إلى أنه “بدأ حفر الأنفاق منذ العام 2008، بعضها حُفر يدوياً والبعض الآخر بآليات تم جمعها في الداخل، وقد إحتاجت جهداً كبيراً كي تُبنى، وهي حتماً تحمل مفاجآت مستقبلية”.
وتابع “كان الإسرائيليون يؤجلون الهجوم على حي الشجاعية بسبب الضربة التي تلقوها هناك في العام 2014، وقد توهموا بعد قتلهم لقائد المنطقة أن الكتيبة المتواجدة هناك قد تفككت، إنما ما حصل كان العكس إذ اكتسبت الكتيبة زخماً إضافياً، وفاجأت الجيش الإسرائيلي، وقضت على الفرقة المرابطة في الحي”.
ولفت إلى أن “حماس تتجنب الكلام عن النصر، وما تعلنه هو أنها تسعى لمنع الإحتلال من تحقيق أهدافه، ولو تذكرنا ما قبل عملية 7 تشرين الأول لرأينا أن الإقتحامات اليومية كانت تستهدف الأقصى ويتكلمون عن إزالته، والإستيطان في الضفة الغربية يتمدد، والعمل على تهجير الفلسطينيين مستمر، كما أن التدييق على الأسرى يتعاظم، إضافة الى المساعي الدولية للتطبيع مقابل السلام، وبالتالي إنتهاء الحديث عن القضية الفلسطينية، كل هذه المعطيات تستحق المحاولة فكان لا بد من عمل ما، وهذا ما حصل”.
وأكد أنه “رغم أن الداخل الإسرائيلي لا زال يشعر برغبة بالإنتقام ويؤيد الحرب، ولكن إسرائيل لا تستطيع مواجهة العالم، إذا إتخذ قراره بوقف الحرب”.
وأضاف، “الرئيس الأميركي جو بايدن يحاول وضع أميركا على مسافة من جرائم إسرائيل، إضافة إلى الخلاف الجدي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ففي رأيه، يودي هذا الأخير بالمنطقة إلى الإنهيار، ولكن على الرغم من هذه الإنتقادات، لم يُكشف بعد الغطاء العسكري والسياسي عن إسرائيل، غير أن فترة السماح باتت محدودة جداً ولن تتجاوز بداية العام المقبل”.
وأكمل، “في المقابل جميع خيارات نتنياهو لا تتضمن حلاً سياسياً هو يسعى إلى العودة إلى الحكم العسكري القديم أي إلى ما قبل أوسلو وهذا غير مقبول”.
وختم الصحافي الفلسطيني أحمد الحاج علي بالإشارة إلى أن “فكرة توجيه ضربة إلى لبنان حاضرة دائماً في أذهان المسؤولين الإسرائيليين، ولكنها غير واردة فعلياً على الأرض، فقوة حزب الله أقوى بكثير من قوة غزة، وسيواجهون حرباً أشرس بكثير، وجبهة لبنان الحالية إستنزفت الجيش الإسرائيلي وأرهبت المجتمع الدولي المتخوف من إنفجار يُهدّد السلم في المنطقة مما دفعه للبحث عن حلول”.