كتب عوني الكعكي:
هذه هي المرّة الأولى التي تخسر فيها إسرائيل، هذا العدد الكبير من جنودها وضباطها خصوصاً من لواء النخبة التي يطلق عليه اسم «لواء جولاني». هذه الفرقة تعتبر من أهم الفرق القتالية في جيش العدو الاسرائيلي… وقبل أن نتحدث عن المعركة التي حصلت بالأمس بين أبطال «طوفان الأقصى» وقتل 10 من ضباط وأفراد «لواء جولاني» لا بد من أن نذكر ان عدد القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي وصل الى 1394 قتيلاً، وعدد الجرحى 8740 وهذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها الجيش الاسرائيلي مثل هذا العدد من الضباط في تاريخ إسرائيل… وهنا لا بد من أن نقول إنّ المقاومة المميزة والشريفة والبطولات التي يسطّرها أبطال «طوفان الأقصى» جعلت الجيش الاسرائيلي الذي لا يُهزم يُهزم بالفعل.
ويجب أن نتعرّف أكثر على فرقة «لواء الجولاني»… وفي تفاصيل هذه العملية أقول إنه تم استدراج قوات من «لواء جولاني» الموصوف بالنخبة الى مبنى وإطلاق النار والمتفجرات عليها، ما أسفر عن مقتل 9 ضباط وعدد من الجنود. حدث هذا في حي الشجاعية شرق مدينة غزّة. ووصفت أوساط إسرائيلية الأمر بـ «كارثة الشجاعية».
وفوجئت قوات جولاني بإطلاق نار كثيف عليهم من المنازل المجاورة، أطلقت خلالها عبوة ناسفة على المتواجدين من الضباط والجنود.
هذا، وكشف جيش الاحتلال الاسرائيلي عن أسماء ورتب عدد من كبار ضبّاطه الذين قتلوا، وبينهم 4 برتبة عقيد و6 برتبة مقدّم.
والقتلى هم:
* العقيد أساف حمامي (41 عاماً) قائد لواء الجنوب في فرقة غزة.
* العقيد يوناتان شتاينبرغ (42 عاماً) قائد لواء ناحال.
* العقيد ليئون بار، وهو ضابط كبير.
* العقيد روعي ليفي (44 عاماً) قائد الوحدة المتعددة الأبعاد.
* المقدّم ساهار تسيون مخلوف (33 عاماً) من فرقة غزة، قائد كتيبة اتصال.
* المقدّم يوناتان تسور (33 عاماً)، قائد كتيبة في لواء جولاني.
* المقدّم ايلي جينسبيرغ (42 عاماً) ضابط في جولاني.
* المقدّم عليم عبدالله (40 عاماً) نائب قائد اللواء 300.
* المقدّم ميدان يسرائيل (35 عاماً) قائد امداد في جولاني.
* المقدّم سلمان حبقه (33 عاماً) قائد الكتيبة 53 في لواء جولاني.
وهنا أيضاً لا بد أن نسجّل بعض الحقائق التي حدثت تقريباً في ثلاثة أشهر:
أولاً: أبطال «طوفان الأقصى» الذين قاموا بأكبر عملية عسكرية في التاريخ يبلغ عددهم 2000 بطل، بينما عدد الجيش الاسرائيلي يصل الى 500 ألف عسكري وضابط.
ثانياً: لو افترضنا ان كل حركة حماس ومن معها من أبطال فلسطينيين مقاومين من أهل غزة يصل الى 30 ألفاً، إذ ذاك يمكن القول إنّ المقاومة مَنَعت الجيش الاسرائيلي من تحقيق أي نصر عسكري على «حماس» خلال 3 أشهر.
ثالثاً: تاريخ حروب إسرائيل مع الدول العربية معروفة نتائجه خصوصاً حرب 1967، إذ استطاعت إسرائيل أن تحتل: الجولان في سوريا، وسيناء في مصر، والضفة الغربية والقدس وغزّة، كل هذا حصل في 5 أيام.
اما اليوم في غزّة، وما أدراك ما غزّة، مدينة صغيرة مساحتها 360 كلم2، ولكن شعبها شعب صامد صمود الأبطال استطاع أن ينتصر على الجيش الاسرائيلي ويكبّده أعلى عدد من الضباط والجنود كقتلى في تاريخ إسرائيل.
رابعاً: مقارنة بالأسلحة بين إسرائيل وغزّة.. لا يوجد أبداً أي مجال للمقارنة. فإسرائيل تتميّز بامتلاك أكبر أسراب طائرات وأحدثها من F35 وF16 وF15، الى أهم الدبابات خصوصاً دبابة الميركاڤا التي تبلغ كلفتها 10 ملايين دولار، هذا غير حصولها على قنابل نووية وأحدث أنواع الاسلحة من صواريخ صنع أميركا وأهمها… بينما كل السلاح الموجود في غزّة هو من صنع أبطال «طوفان الأقصى».
أكتفي بهذه المقارنة لأقول: إنّ التصريحات الاميركية والتظاهرات في أميركا والعالم دفعت بالرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن يقول لرئيس الحكومة الاسرائيلية: «عليك أن تتوقف، لأنّ أميركا لم تعد تستطيع أن تجابه العالم كله، والتظاهرات في كل العالم التي تقوم ضد حرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني، وأنّ على إسرائيل أن تتوقف فوراً، وتذهب الى اتفاق مع الفلسطينيين يبدأ بتبادل الأسرى والمخطوفين من الجانب الفلسطيني ومن الأسرى الفلسطينيين الذين تمتلئ بهم السجون الاسرائيلية منذ عشرات السنين وقسم كبير منهم من دون محاكمة.
نصيحة أظن ان بايدن وجهها الى نتانياهو أن يوقف الحرب ويذهب الى السلام، وإلاّ فإنّ الشعب الاسرائيلي سوف يُسقط نتانياهو وحكومته، والأيام مقبلة.