الهديل

د. حمد الكواري: خسائر أميركا في دعمها الصهيونية وصلت إلى التضحية بالقيم التي تتباهى بها أمام العالم!!

د. حمد الكواري:
خسائر أميركا في دعمها الصهيونية
وصلت إلى التضحية بالقيم التي تتباهى بها أمام العالم!!

 

التضحية بحرية التعبير بعد العدوان الاسرائيلي
وصل إلى أرقى المؤسسات التعليمية في اميركا
حرية التعبير من القيم التي يتمتع بها الغرب، وفي مقدمته أمريكا، وهي ثمرة نضالات سياسيين ومفكرين ومثقفين على امتداد قرون.
ومكسب حضاري وقيمة إنسانية شاركت في الوصول إليه أصوات إنسانية من ثقافات مختلفة ولكن التحقق النهائي تمثل في السياق الغربي.
ورغم حقيقة وجود (حرية التعبير) في الغرب فإنّ قوى مؤثرة سخرت هذه الحرية لمصالحها فقط وأضعفت من منسوبها وجعلتها متاحة للقَوي فقط، ولمن يتحكم في  صناعة القرار بحيث أصبحت (حرية التعبير) على المقاس.
ولكن حتى بهذا البعد المحدود بدأت (حرية التعبير) تضيق، فهذه القوى لا تقبل ما يخالف مصالحها، بصرف النظر عن المصالح الحقيقية للأمة أو عامة الناس أو بمنأى عن الحقيقة نفسها، ولم تعد (حرية التعبير) وسيلة لحرية الرأي بل صناعة وتمرير ما يراد تمريره.
وباعتباري من المتابعين للشأن الأمريكي عن قرب، فقد لاحظت أن هذا التراجع في حرية التعبير وصل إلى آخر مكان نتوقع أن يصل إليه، ألا وهو الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات ووسائل الإعلام، وهو ما يكشف عمق الأزمة وحِدّتها.
فالتأثير السلبي للسيطرة الصهيونية على (حرية التعبير)، والذين يطلقون عليه في اميركا (ثقافة الإلغاء) بلغ ذروته بعد العدوان الإسرائيلي وطوفان الأقصى.
انتقدت صحيفة (نيويورك تايمز) The New York Times تراجع حرية التعبير إذ قالت “أصبح الأمريكيون يفتقدون الحق في التعبير عن آرائهم بلا خوف، وأصبح الكونغرس أشد المحاربين لهذه الحرية وتجلى ذلك في استجواب رؤساء أهم الجامعات ومنها جامعتي هارفارد Harvard University وبنسليفانيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجياMIT .
وتساءل أحد الكتاب في صحيفة (واشنطن بوست) Washington Post قائلًا: “إذا كنا قد افتقدنا الحرية في مناقشة الموضوعات الصعبة، ومنها بالتأكيد النزاع الاسرائيلي الفلسطيني فما النفع حينئذ من هذه الحرية؟”
إن خسائر أميركا في دعمها الأعمى الصهيونية لم تعد مادية وعسكرية، بل تجاوزت ذلك إلى التضحية بالقيم التي تتباهى بها أمام العالم.
دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء ورئيس مكتبة قطر الوطنية

 

Exit mobile version