إحتفالية كربلا بعبد الحسين شعبان ومنجزه مظفر النواب ورحلة البنفسج
احتفل يوم امس بكتاب المفكر عبد الحسين شعبان ومنجزه الإبداعي مظفر النواب ورحلة البنفسج.
والقى الاستاذ عبد الجبار العلي كلمة جاء فيها” انا سعيد بلقاء هذه الوجوه الطافحة بالأمل والخير والمحبة وسعيد ايضا بهذا اللقاء مع الصديق والزميل والرفيق عبدالحسين شعبان، شاركته العمل السياسي في خلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف في أوائل ستينات القرن الماضي عندما كان الحزب عميد الحركة الوطنية العراقية…وكان حلمنا ان ينعم الناس بالخير والطمأنينة والسلام والعدالة الاجتماعية…تعرضنا للاعتقال بعد الانقلاب الدموي في ٨ شباط ١٩٦٣ سوية وفصلنا من المدرسة لتجاوز غياباتنا الحد القانوني وأطلق سراحنا بعد أشهر…هذا وغيره النكبات والهفوات والخيبات والانكسارات والعقبات بقينا ماسكين حلمنا باسناننا عسى أن يتحقق قسم منه…رغم اختلافنا او اقترابنا هذا لا يفسد في الود قضية احاول ان اتكلم عن عبد الحسين شعبان دون ذكر الاسماء والتسميات والتوصيفات والمناصب التي تولاها في رئاسة بعض من منظمات المجتمع المدني والجوائز التي حصل عليها والكتب التي ألفها والمناظرات والمقالات…..سالخص حسب ماارى ان عبدالحسين شعبان عندما يكتب يستحضر ما يلي
١-عبدالحسين شعبان موسوعة ثقافية زاخرة لما يملكه من ذاكرة عبقرية يستذكر الحوادث وتواريخها واشخاصها
٢-عبدالحسين شعبان يبحث عن الحقيقةمما يتطلب قدرا يسير من الانفتاح..فكل شئ عنده يجب أن يخضع للنقاش والنقد وبما ينسجم مع التطور الذي نشهده
٣-في كل كتابات عبدالحسين شعبان المحور الأساسي هو الانسان باعتباره الهدف الأسمى لكل فكرة او فلسفة او سياسة
٤-من الأوائل عبد الحسين شعبان الذي دعا لنبذ العنف والتسامح وينظر ذلك بمنظور أخلاقي ومجتمعي وسياسي وانساني والتسامح في نظره قواعد قوانين تنظم العلاقة بين المواطنين وكذلك بين المواطنين والدولة وعبر هذه القيم الإنسانية التي تؤمن بالتعاون والسلام وحق الاختلاف واحترام الغير…ويشغل الان منصب نائب رئيس جامعة اللاعنف وحقوق الانسان في بيروت…كما حاز على جائزة أبرز مناضل لحقوق الانسان في العالم العربي في القاهرة
٥-عبدالحسين شعبان يعتز بعروبته وامله ان يكون ان يكون هناك اتحاد اووحدة في مجال معين او عدة مجالات لاقطار الوطن العربي لما تمتلكه من روابط مشتركة كثيرة….ويؤمن بتقرير المصير للشعوب ومنها حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإنشاء دولته الحرة الديمقراطية وعاصمتها القدس الشريف…وكتب الكثير عن الكيان الصهيوني المحتل وايغاله في الاعتداء على الشعب الفلسطيني كما يحدث الان في غزة حيث الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني
وفي مداخلة السياسي والاديب لاستاذ المحامي كامل المسعودي؛ قال فيها “انا وأبناء جيلي الذي نشطوا في السبعينيات، لا نعتبر قصائد مظفر النواب نصوصاً شعرية، بل منشورات سياسية، وسيرته تتجاوز مرحلة الأشخاص، لتصل إلى تنظيم سياسي. النواب بالنسبة لنا، كجيل السبعينيات، يعتبر تنظيماً سياسيا”.
وفي مداخلة الدكتور علي الشيباني؛ قال “هي غالبا ما تنتمي الذوات الحرة النبيلة لبعضها البعض
ونحن هنا بالعراق بعد أن تقطعت بنا السبل وصرنا شعب كامل يعيش لمدة ٣٥ عام بما يشبه قاعة عفنة رطبة ظلمة وفي ظل أقسى نظام عرفته الإنسانية كنا في تلك القاعة لا نعرف ما الذي يجري في الداخل والخارج.. اقول كنا بصعوبة بالغة نستمع لصوت حر ونبيل وواضح يزرع بدواخلنا الأمل..
وفعلا كنا نستمع عبر الاذاعات فقط لصوت المفكر العراقي الكبير د. عبد الحسين شعبان وهو يحلل ويرصد ويفكك ويحرض بأسلوب علمي بدعوة صريحة لإزاحة النظام البعثي القاتل وكانت الناس تتحدث عنه بسرية تامة ولم تصل كتابته الفكرية والثقافية للعراق كما الحال لشاعرنا الكبير مظفر النواب.. وهنا لابد أن تتلقى الاراوح وتمتزج الأفكار بين المفكر والشاعر لتولد صفحات من المجد عبر كتاب يحمل بين دفتيه كل النواب الشاعر وشعبان الفكر..
إنه كتاب لرحلة المنافي والأحلام الانكسارات..
اراء وافكار وقصائد جعلت من أحلام الناس وليس سوى الناس عنوان لها.. هي صوت الواضح مع كل المظلومين والمهمشين وضد كل مشوه ومعوج..
إنها رحلة رفقين صوب الحق والعدل والجمال انها رحلة إبداع سطرها النواب شعرا وغناء وتوجها المفكر عبد الحسين شعبان بالمعرفة والصدق والجمال… شكرا استاذنا الجليل فقد انصفت النواب بهذا الانجاز كما اسعدتنا حين زرعت في نفوسنا معروفا طيبا حين حضرت انت النواب في كتاب.. يقول النواب ( اني افضل من يصنع مجدافين ولا املك قارب) فكنت انت القارب استاذنا الجليل…”