أكدت رئيسة Beirut Institute العالمية، الإعلامية راغدة درغام أنه “من المبكر الحديث عن إنتصارات في غزة لهذا الطرف أو ذاك، ولكن من المؤكد أن الإسرائيلي حتى الآن يحقق إنتصارات عسكرية ويخسر أمام الرأي العام العالمي، أما الخاسر الأكبر في هذه الحرب، هو الشعب الفلسطيني الذي يُقتل ويُهجر بأسلوب إسرائيلي ممنهج، حتى الأميركي غير قادر على لجمه”.
وفي مقابلة صحافية قالت درغام: “خوفي في حال تمكن الإسرائيليون من تنفيذ التهجير القصري على أهل غزة في اتجاه سيناء، أن يعتمدوا السياسة نفسها تجاه أهل الضفة في اتجاه الأردن”.
ولفتت إلى أن “الإسرائيلي يجد في حماس وسيلة لتلبية غاياته الإستعمارية التدميرية، والجامع المشترك بين الفريقين هو رفضهما لحل الدولتين، في وقت يستمر فيه الإفتراس الإسرائيلي للشعب الفلسطيني بهمجية مرفوضة، معتقداً أن من حقه الدفاع عن نفسه”.
وتابعت، “قد تنتهي مرحلة الحرب الكبرى في غضون أسابيع، وتحصل ترتيبات جديدة، ولن تكون حماس فيها هي المنتصرة، ولكن إسرائيل لن توقف العمليات العسكرية طالما القيادات العسكرية لحماس لا تزال موجودة في الأنفاق”.
وأشارت إلى أن “عملية 7 تشرين الأول أبهرت العالم وفضحت إسرائيل، ولكن ماذا بعد ذلك؟ وماذا أنجز الفلسطيني على الأرض؟ جل ما فعله هو إعطاء ذريعة للجيش الإسرائيلي كي يدخل غزة، في المقابل لا يزال الفلسطينيون في الضفة يواجهون بالمقاومة السلمية رغم أنفس الإسرائيلي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض عسكرة الإنتفاضة حتى لا تقدم إسرائيل على قتل شعبه وتهجيره”.
وأكملت، “من المفترض أن تتولى السلطة الفلسطينية الشرعية غزة ولكن حتى اليوم ترفض حركة حماس التفاوض معها، وإسرائيل خلقت حماس حتى تضعف السلطة الفلسطينية، أما حالياً فالفرصة سانحة كي يلتف الشعب الفلسطيني خلف قيادة شابة، ومناسبة له”.
ورأت في المقابل “أن الإسرائيلي لا يريد السلام، وإلاّ لكان تلقف مبادرة القمة العربية الإسلامية في الرياض، التي وضعت، بوجود إيران، شروطاً للتعايش مع إسرائيل، ضمن صفقة متكاملة، شرط إعطاء حقوق للفلسطينيين، وفي حال إستمرت إسرائيل بالإنتقام ستكون هي الخاسرة وستستمر بالعيش في حالة الحصار وستهدر فرصة تاريخية للتعايش مع العالم”.
وأشارت إلى أنه “لا يمكن لحماس أن تحكم منفردة في غزة، ومعلوماتي تقول أنها تسعى لتسلم الحكم في الضفة أيضاً، بسبب التأييد الشعبي لها”.
وإعتبرت أنه “لا يمكن للولايات المتحدة الأميركية رفع البطاقة الحمراء بوجه إسرائيل لإعتبارات عدة، أهمها التحالف بين الدولتين والإنتخابات الرئاسية التي يلعب فيها اللوبي الصهيوني دوراً رئيسياً، علماً أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعمل بجد على موضوع الردع”.
وأضافت، “توصلت الإدارة الأميركية بالفعل إلى ردع إسرائيل وصد خطة عسكرية ضد لبنان، وهي تعمل على ثني حزب الله عن التوسع بالمناوشات، كي لا تخرج الأمور الحدودية عن السيطرة، فالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قال في زيارته لموسكو، أنه في حال شنت إسرائيل حرباً على لبنان ستضطر إيران للتدخل بشكل مباشر، ولكننا في الوقت نفسه لن نحفّز حزب الله على مواجهة إسرائيل، وفي حال دخلت إيران الحرب من الطبيعي أن تدخلها أميركا أيضاً”.
وشددت على أنه “على بايدن أن لا يكتفي بالقول، بل عليه الفعل، وعليه أن يمارس ضغوطاً على القيادة الإسرائيلية بوقف الدعم العسكري المطلق، فما يقوم به الإسرائيليون ضد المدنيين غير مقبول أخلاقياً وإنسانياً وهذا ما يحرج الإدارة الأميركية، كذلك يجب على الأوروبيين والعرب أن يضغطوا في هذا الإتجاه وأن يعملوا معاً لأجل إيجاد حل سلمي للأزمة”.
وأردفت في إشارة إلى الوضع في الجنوب اللبناني قائلة، “لا يجب أن يبقى وطننا عرضة للإنتقام الإسرائيلي، فمعظم الشعب اللبناني لا يريد الحرب، حتى من هم من البيئة الحاضنة لحزب الله، ويجب إعادة النظر بما يحصل على الحدود الجنوبية، وتطبيق القرار 1701 واجب وطني، فنحن ملتزمون به دولياً، ولا يجب السماح للفصائل الفلسطينية بالعمل العسكري إنطلاقاً من الأراضي اللبنانية، علماً أن خطر إندلاع الحرب كان وشيكاً منذ عشرة أيام، لولا التدخل الأميركي، ودور الجيش اللبناني أساسي ولا بد أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية”.
وأكملت، “في حال إندلعت الحرب ستكون تداعياتها أسوأ من حرب العام 2006 وخطة إسرائيل لا تقتصر على الجنوب، إنما تتعداه لتشمل كامل المناطق التي يتواجد فيها الحزب ومخازنه، فهم لن يرحموننا خاصة وأن الأسلحة الإيرانية أثبتت عدم قدرتها على مجابهة الأسلحة الغربية في حرب أوكرانيا”.
وأوضحت أنه “بعد حرب غزة قد يظهر إحتمال لصفقة كبرى وأنا أرى تبدلاً بالآراء الإيرانية وقد يكون هنالك تبدل في العقيدة بعيداً عن الأذرع العسكرية، وإن لم يكن التبدل جذري على الأقل سيكون الأداء حكيماً”.
وختمت الإعلامية راغدة درغام بالقول “عندما أنظر إلى العالم العربي المعاصر، أحسده على قياداته المستنيرة التي تحلم بمستقبل زاهر لشعوبها، واتمنى أن ينطبق هذا الوضع على قياداتنا في لبنان كي لا نبقى نعيش في هذا الفساد والكراهية، هناك أمل ولكن يجب أن نتابع ونسعى ونحاسب، وعلى الشعب اللبناني مسؤولية كبيرة في هذا الإطار