خسارة الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح ليست للكويت فقط بل للعالم كله…
كتب عوني الكعكي:
الموت حق وكل نفس ذائقة الموت.. وأمير دولة الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد ترك أثراً كبيراً في كل بلاد العالم لأسباب عدّة…
أهمها أنّ الأمير الراحل كان رجل حوار ومحبة وعمل خير، والكل يُجْمع على ذلك.
وهنا، نتذكر انه لعب دوراً محورياً في مصالحة المملكة العربية السعودية مع دولة قطر، وغلّب منطق المحبة على منطق التفرقة والبغض. وكان لهذه المبادرة أثر إيجابي على جميع دول الخليج التي هي بحاجة الى تضامن ووحدة الصف… لأنّ الأخطار الكبيرة التي تحيط بها ليست سهلة ولا بسيطة.. فمنطقة الخليج «تغلي» من تدفق النفط ومن تدفق الحقد والغيرة والحسد على دولها.
معرفتي بحكام الكويت الحبيبة بدأت عام 1969… وبحكم علاقة والدي المرحوم خيري الكعكي المميّزة بجميع حكام الكويت.. وقد بدأت هذه العلاقة مع الشيخ صباح السالم الصباح، ثم مع ولي عهده الشيخ جابر الاحمد الصباح…
وهنا، لا بد من الاشارة الى أنّ أهم رجل اقتصاد ومال في دولة الكويت هو الشيخ جابر الأحمد، الذي تولى وزارة المالية، وأنشأ منذ ذلك الوقت «الصندوق الكويتي» لمساعدة جميع دول العالم الفقيرة، وإعطاء تسهيلات تساعد على تخطي مراحل الفقر للدول الفقيرة والنامية..
الشيء الثاني إنشاء «صندوق الأجيال والاستثمار»، إذ كان صاحب نظرية ورؤية: ماذا سنفعل عندما ينتهي النفط ويخف إنتاجه؟ ومن أجل ذلك مارس ذلك الصندوق الكويتي استثمارات في كل الشركات العالمية الناجحة، وفي مجالات عدّة نذكر منها شركة مرسيدس وفولسفاغن وغيرهما من الشركات في أميركا وأوروبا.
كذلك اشترى الكثير من العقارات المعدّة للاستثمار.
وهنا، لا بد من أن نذكر انه عندما احتل صدّام حسين الكويت، استطاع الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير الكويت يومذاك، أن يُعْطي الأوامر الى جميع السفارات الكويتية في العالم أن تتولى مساعدة جميع الكويتيين إنْ كان في الإسكان أو مصاريف الأكل والشرب وحتى الطبابة… وهكذا لم يحتج أي كويتي لأي مساعدة لأنّ دولته تكفّلت بذلك، وهذا إنجاز كبير وفريد من نوعه في العالم.
والحمد للّه، وبفضل الله وكرم الملك فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الذي دفع المليارات من أجل عودة الكويت حين طلب من الرئيس الأميركي جورج بوش أن يحرّر الكويت.. وبالفعل تحققت أمنية الملك فهد، وبالمناسبة فإنّ المملكة في ذلك الوقت اضطرت للاستدانة من البنوك السعودية لترضي أميركا…
وها نحن اليوم نودّع الأمير الراحل ونستقبل شقيقه الأمير مشعل، ولا يمكن إلاّ أن نتمنى له التوفيق والنجاح في الحكم وإبقاء شعب الكويت سالماً والدولة مستقرة وحرّة.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*