“حز ب الله” مستمرّ بالحرب… هل يقبل بما تطرحه فرنسا؟
لا يزال لبنان يشهد حركة دبلوماسيّة نشطة، وخصوصاً فرنسيّة، لتجنيبه الدخول بشكل مباشر في الصراع الدائر في غزة، بين إسرائيل وحركة “حماس”، لأنّ باريس تتخوّف من إلحاق العدوّ دماراً كبيراً في بيروت، وأبرز المدن والمناطق اللبنانيّة، في ظلّ الأوضاع الإقتصاديّة والسياسيّة والمعيشيّة الصعبة، التي تمرّ بها البلاد، منذ حوالي 4 سنوات. وقد سارعت الدول الغربيّة إلى حثّ اللبنانيين على ضرورة التقيّد بالقرار 1701، علماً أنّ الحكومة تُشدّد على تطبيقه واحترامه، بينما “حزب الله” هو الذي اختار الخروج عن بنوده، ريثما يتوقّف العدوان على الفلسطينيين.
وحتّى الآن، فإنّ “حزب الله” والحوثيين والفصائل الحليفة لهما في سوريا والعراق، مستمرّون بشنّ الهجمات على المواقع العسكريّة الإسرائيليّة، إنّ في جنوب لبنان، وإنّ في الجولان السوريّ المحتلّ، وباستهداف السفن في البحر الأحمر وباب المندب، كذلك، ضدّ المصالح الأميركيّة في كلٍّ من دمشق وبغداد. وقد ربطت إيران هذا الأمر مباشرة بالحرب في غزة، وفق مراقبين، ولن تهدأ هذه الجبهات كلّها، إنّ لم توقف تل أبيب إطلاق النار بشكل نهائيّ، في القطاع الفلسطينيّ المُحاصر.
ويُشير المراقبون إلى أنّ إيران فرضت طوقاً على إسرائيل وأميركا من جهّات مختلفة، واستطاعت من خلال حلفائها، وعلى رأسهم “حزب الله”، من أنّ تكون هي المُبادرة في وضع الشروط، لوقف الحرب مع الجيش الإسرائيليّ. ويُضيف المراقبون أنّ طهران ليست في وارد حثّ الفصائل المسلّحة المُواليّة لها، على إنهاء الأعمال العسكريّة ضدّ إسرائيل، فهي تُطالب واشنطن بالضغط على تل أبيب، لإنهاء الحرب فوراً على سكان مدينة غزة.
وفي ما يتعلّق باحترام الـ1701 في الجنوب، فبالنسبة لـ”حزب الله”، لا يُمكن تحقيق هذه الغاية، طالما أنّ الحرب على “حماس” والفلسطينيين لا تزال مستمرّة، بعد أكثر من شهرين. ويقول المراقبون إنّ “المقاومة” في لبنان، كانت تحترم القرار الدوليّ لمدّة 17 سنة، لكنّ الظروف في المنطقة، حتّمت عليها التدخّل، لزيادة الخناق على الجيش الإسرائيليّ في الجبهة الجنوبيّة.
وأمام الحركة الدبلوماسيّة التي يشهدها لبنان، والتي تُطالب “حزب الله” باحترام الـ1701، يلفت المراقبون إلى أنّ قيادة “الحزب” أبلغت أكثر من مرّة فرنسا، أنّ تجنيب اللبنانيين الحرب يكون بالضغط على إسرائيل، لوقف عدوانها على غزة، والقبول بتبادل الأسرى والرهائن، وعدم تهجير الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار أيضاً، يُلزم “حزب الله” من يُطالب بتطبيق القرار الدوليّ، أنّ يُبادر العدوّ في البدء، إلى وقف الإنتهاكات بحقّ السيادة اللبنانيّة، إنّ في بناء الجدار الفاصل على الحدود، وفي المناطق المحتلّة التابعة للبنان، وإنّ بقصف دمشق، إنطلاقاً من الأجواء اللبنانيّة.
ولا يُعوّل المراقبون كثيراً على الحركة الدبلوماسيّة في لبنان، لأنّ القرار بوقف الحرب ومنع تمدّدها، هو في عواصم القرار الكبرى: واشنطن وطهران وتل أبيب، والمعادلة أصبحت سهلة، وهي أنّ تقوم أميركا وإسرائيل بإنهاء الحرب، والسماح بدخول المساعدات إلى غزة، لإعادة إعمار ما تدمّر، عندها، يلتزم “حزب الله” والحوثيون بالتهدئة، كما جرى خلال الهدن الإنسانيّة قبل فترة قصيرة في غزة، ويعود “الحزب” إلى التقيّد بالـ1701، من حيث وقف الأعمال العسكريّة فقط، لأنّه سيستمرّ بتعزيز صفوفه الأماميّة في الجنوب، وفي نقل الأسلحة، طالما أنّ هناك حاجة لذلك، لأنّ إسرائيل لا تزال تحتّل أراضٍ لبنانيّة، إضافة إلى أنّ “المقاومة”، ورقة ضغط رابحة جدّاً، ومُفيدة لإيران، للتدخّل عند أيّ طارىءٍ، قد يحصل في لبنان، وفي فلسطين، أو في سوريا والعراق واليمن.