تدور مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة في الدوامة نفسها، وهي عبارة عن عدم القدرة على تأمين الفيول الكافي لتشغيل معامل الإنتاج بوتيرة مستقرّة. إذ تتأخّر عملية تأمين الاعتمادات المالية أو إعداد صفقات شراء الفيول بالشكل القانوني. وعلى الأثر، تضطر المؤسسة إلى تطبيق برنامج تقنين يصل أحياناً إلى حد التوقّف التام عن إنتاج الكهرباء من أحد المعامل، وتحذِّر من خطورة الوصول إلى مرحلة إطفاء كل المعامل. وما يلمسه المواطنون على الأرض بشكل مباشر، هو تراجع ساعات التغذية، مما يعيد إلى الأذهان أيام العتمة الشاملة التي تساهم في رفع معدّلات فواتير كهرباء المولّدات الخاصة.
وفي السياق، توقَّفت مجموعة الإنتاج الغازية في معمل دير عمار عن العمل “قسرياً”. وأبقت المؤسسة العمل جارٍ عبر مجموعة الإنتاج في معمل الزهراني “تخفيفاً لوتيرة استهلاك مادة الغاز أويل”. وأكّدت المؤسسة أنه بتاريخ 28 كانون الأول، من المتوقّع أن ينفد خزين معمل الزهراني، وعندها ستعيد المؤسسة العمل بالمجموعة الغازية في معمل دير عمار حتى نفاد الكمية في موعد متوقَّع بتاريخ 3 كانون الثاني 2024. وبعد ذلك “ستتوقّف المعامل عن إنتاج الطاقة بالكامل”. وإلى حينه، تعطي المؤسسة أولوية الطاقة “للمرافق الحيوية الأساسية، كالمطار، المرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، الجامعة اللبنانية، السجون، والمرافق الأساسية الأخرى..
وتعيد المؤسسة سبب هذه الإجراءات إلى عدم وجود “أي معطيات جديدة فيما يعود لوصول القسم الأول من شحنة مادة الغاز أويل المورَّدة لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، بموجب المناقصة العمومية التي أجرتها وزارة الطاقة والمياه-المديرية العامة للنفط عبر موقع هيئة الشراء العام، كما وإجراءات فتح الاعتماد المستندي العائد لتمديد اتفاقية التبادل العراقية للسنة الثالثة”.