كتب عوني الكعكي:
يتساءل البعض من أسّس لواء جولاني التابع للجيش الاسرائيلي، وما هي المهمات التي قام بها، ولماذا برز اسمه وكأنه مميّز عن الجيش الاسرائيلي فأخذ شهرة واسعة؟
كذلك عندما كانت إسرائيل تريد أن تهدّد عسكرياً كانت تقول: سوف أرسل لكم «لواء جولاني»..
هذا الاسم وحده يكفي ليدب الرعب في أي فرقة عسكرية أو أي جيش من الجيوش العربية.
هذا اللواء برز بشكل مميّز حين وقعت عملية «طوفان القدس» المقدّسة، فظنت إسرائيل ان أبطال «طوفان القدس» عندما يعلمون ان لواء جولاني الذي قرّرت إسرائيل أن تفوّضه بتدمير غزة والقضاء على أبطال «طوفان القدس»، ظنت ان أبطال «الطوفان» سوف يهربون او يحاولون الاستسلام، بل العكس هو الصحيح، إذ بعد مرور 77 يوماً على حصار غزة وتهديم 80% من مباني المدينة والقطاع وقتل 20 ألف مواطن من أهلها و8000 طفل من أطفالها و5000 امرأة ومُسِنّ.
بعد كل الذي حصل من دون أن ننسى خسائر الدبابات التي وصلت الى 600 دبابة ميركاڤا و200 ناقلة جند.
وبعد هذا جاءت عملية اصطياد ضباط وعناصر جولاني تماماً كما يذهب الصيّاد لاصطياد العصافير.
ومن أجل معرفة أهمية هذا اللواء لا بد من العودة الى هذه المعلومات حول اللواء… تأسيسه وما قام بها من عمليات سابقة ولاحقة.
تأسّس هذا اللواء في 22 شباط (فبراير) 1948، أي حتى قبل قيام دولة إسرائيل، وشارك في معارك عديدة منها في محيط بحيرة طبرية، وهو أول الألوية التي انضمت الى الجيش الاسرائيلي. لذلك يحمل أيضاً اسم اللواء (1)، وينتمي الى سلاح المشاة. ويُعتبر من قوات النخبة في الجيش، ويُنظر الى جنود هذا اللواء على انهم نخبة الجيش، لكون بعض وحداته وخاصة «إيغوز» يخضعون لتدربيات قاسية واختبارات صارمة، تتعلق بنصب الكمائن واستراتيجيات الاستطلاع والتمويه، ويتطلب الأمر قدرات بدنية عالية.
ولهذا اللواء رمز هو شجرة زيتون خضراء اللون على خلفية صفراء اللون، وله علم يتكوّن من مثلّثين أخضر وأصفر، ويرتدي الجنود فيه قبعات خاصة بنّية اللون.
تمركز لواء جولاني في البداية في الوديان والتلال في الجليل الأدنى ومن هنا جاءت تسميته، ومقرّه معسكر يقع بين عكا ونهاريا.
وكان عناصر اللواء ينتمون الى العصابات الصهيونية التي كانت موجودة قبل نشأة إسرائيل. وسكان المستوطنات في مناطق القتال ومجندون من مناطق أخرى.
ويلاحظ ان عدداً كبيراً من القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل خدموا في هذا اللواء.
نذكر منهم رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق ارييل شارون حيث جرى تعيينه بعد حرب 1948 قائداً لسرية في اللواء.
كما خدم فيه رئيس الأركان السابق غابي اشكينازي الذي كان في صفوف هذا اللواء في حرب لبنان عام 1982… وخاض معارك منها معركة قلعة الشقيف والنبطية والباروك.
كما قاد هذا اللواء رئيس الاركان الأسبق غادي إيزنكوت بين عام 1997 و1998.
كذلك ترأسه عربي درزي في وقت سابق هو العقيد غسان عليان بين عامي 2013 و2014. وأصيب خلال معارك حي الشجاعية شرق مدينة غزّة عام 2014.
ويتكوّن اللواء من عدّة كتائب ووحدات وهي:
– كتيبة باراك
– كتيبة جدعون
– وحدة إيغوز الخاصة
– كتيبة الاستطلاع
– كتيبة الاتصالات الخاصة
– كتيبة الهندسة القتالية
– كتيبة أوريف المضادة للدبابات
معارك اللواء
– شارك في قتال مع اللواء في لبنان وسوريا والأردن والعراق.
– شارك في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 واحتل منطقة رفح.
– شارك في جزء من عملية ألفا بين عامي 1965 و1967.
– أبرز معاركه في تل الفخار ضد الجيش السوري عام 1967 في أطراف هضبة الجولان.
– قاد عملية السور الواقي الذي اقتحم فيها الجيش الاسرائيلي الضفة الغربية عام 2022، وخصوصاً اقتحام مخيم جنين.
– في حرب 2006 شارك في معركة ضد مقاتلي حزب الله في بنت جبيل.
– وفي السنوات الأخيرة شارك في حرب 2014 ضد «حماس» في غزة وفيها اصيب قائد اللواء غسان عليان.
وأخيراً… لقد لاحقت جنود هذا اللواء اتهامات بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين والعرب على مدار عقود. وعلى سبيل المثال: كشفت صحيفة «هآرتس» عن أنّ جنود اللوء ارتكبوا جرائم ضد فلسطينيي الضفة الغربية في نابلس عام 2018.
كل هذه العمليات التي يعتبر الاسرائيليون ان لواء جولاني حققها بإنجازات تحطمت أمام عبقرية المقاومة الفلسطينية، فكانت أن ألصقت هذه المقاومة وصمة عار على جبين جولاني.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*