الهديل

د. حمد الكواري: ‏الغموض الهدام في قرارات مجلس الأمن الذي يتيح للعدو تحقيق أهدافه

د. حمد الكواري:
‏الغموض الهدام في قرارات مجلس الأمن
الذي يتيح للعدو تحقيق أهدافه

 

 

كلنا نتذكر القرار 242 الشهير الذي أصدره مجلس الأمن للأمم المتحدة في 22 نوفمبر 1967 للتعامل مع نتائج الحرب العربية الإسرائيلية في يونيو 1967.
كنت طالباً في القاهرة وعشنا هذه الحرب ونتائجها المدمرة لحظة بلحظة.
لقد احتلت إسرائيل في عدة أيام سينا والضفة الغربية بما فيها ‎القدس والجولان السورية.
آنذاك كان النص في الإنجليزية الانسحاب من (أراض محتلة) والنص العربي الانسحاب من (الأراضي المحتلة) وشكلت (أل) مشكلة جعلت القرار محل تفسير لم يتفق عليه حتى الآن.
هل الانسحاب من (الأراضي المحتلة) أو من (أراض محتلة)؟
وبررت به إسرائيل احتلالها حتى الآن.
تذكرت الليلة الماضية هذا ‎الغموض الهدام والذي بدأ آنذاك وكأنه لخطأ في الترجمة، بصدور القرار الأخير لمجلس الأمن بعد ميلاد عسير للتعامل مع ‎العدوان الإسرائيلي على ‎غزة والذي تنكر لكل القوانين الإنسانية والدولية، ولا زال..
توصل المجلس في قراره الأخير إلى عبارة وكأنها حلاً ولكنها تعطي للعدو الفرصة لمواصلة عدوانه واستكمال مخططاته الشيطانية، ومن ناحية أخرى تتيح للمجلس التخلي عن مسؤولياته في وقف الحرب، بعبارة ظاهرها الحكمة وباطنها العذاب (تعليق فوري للعمليات العسكرية)؛ وبذلك يكون المجلس تخلى عن مسؤوليته في (إيقاف فوري للحرب) وأتاح للمعتدي تحديد المقصود ب(تعليق العمليات الحربية)، وتحديد فترة توقيفها مؤقتاً وعودة آليات التدمير والقتل.
إنه الغموض الهدام، والهروب من المسؤولية إلى الأمام.
وإذا كان العالم لم يتمكن من التغلب من مشكلة (ال) منذ 1967، فكم يحتاج من الوقت لحل ألغاز القرار الجديد؟
إنه “الغموض الهدام” الذي يتيح للعدو تحقيق أهدافه ويبرئ المجلس من القيام بمسؤولياته.

 

دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
رئيس مكتبة قطر الوطنية

Exit mobile version