الهديل

المحامي سلام: بيان دار الفتوى فيه الكثير من الحكمة والتعقل والتبصر

المحامي مروان سلام:

إن بيان المكتب الإعلامي التابع لدار الفتوى الذي منع فيه بتوجيه من سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان العاملين في الجهاز الديني الإدلاء بتصريحات سياسية دون أخذ الإذن الخطي المسبق، هو قرار يبنى عليه وفيه الكثير من الحكمة والتبصر والتعقّل ما يكفي بأن يرتدع كل من تسول له نفسه بأن يوقظ الفتنة، والتعاطي بإستخفاف من غير دراية ومسؤولية بالسلم والأمن الأهليين.
كما أن هناك من العاملين في الجهاز الديني غير مؤهلين على الإطلاق بمتابعة شؤون المسلمين وشجونهم، فتراهم ينساقون للشائعات وينبرون في مجالسهم وعلى منابرهم من يوم الجمعة المباركة بالصراخ العالي دون أن يعملوا بما أمرنا به الله عز وجل في كتابه الكريم: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا…” فيسارعون أصحاب عمائم “غب الطلب” إلى رجم الآخرين بكل العبارات المسيئة وغير اللائقة، ويلقون بالإتهامات جِزافا على هذا وذاك، وينسون بأن للناس صغيرهم قبل كبيرهم مقامات وكرامات حرّم ديننا الحنيف بقذفها وبإهانتها.

كيف لكم بهذا التصرف وتلقبّون أنفسكن بالسماحة وأين الموعظة الحسنة في ذلك؟ أين الإقتداء بأخلاق نبينا الكريم محمد وانتم تقولون بأنكم “تعتمرون عمامة رسول الله” صلى الله عليه وسلم؟

هذا الأسلوب من الفلتان الذي بات موثقاً ومنتشراً على وسائل وصفحات التواصل الإجتماعي يعكس صورة بشعة رديئة عن مجتمعنا وبيئتنا، ليس الغاية منها سوى التنافس والتسابق من بين هؤلاء من هو “إمام الشتامين والسبّابين” وليس المصلًين.
ليس هذا فحسب، دار الفتوى مطالبة بأن تعمل الكثير الكثير من أجل ضبط الشوائب والمخالفات التي تطال مؤسساتها ودوائرها ومحاكِمها وتطهيرها وتنظيمها تنظيما يحاكي التطور والتقدم.

نحن حريصون كل الحرص على هيبة دارنا دار الفتوى ومؤسساتها من “ساسها إلى رأسها” إذ أن كرامة علمائنا ومشايخنا الأجلاء الأفاضل من كرامتنا التي لم ولن نفرط بهم ما دامت الروح من أمر ربها تدبّ فينا، فأنتم عامود مجتمعنا وبركته، لا، ولم، ولن نسمح لأحد مهما علا شأنه بأن يطالكم بكلمة أو بمكروه لا سمح الله فكأنما يطالنا نحن جميعنا ويأذينا.

وعملا بالآية الكريمة “وأعدو لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم” تعالوا يا علمائنا ويا مشايخنا الأفاضل إلى “كلمة سواء” نلتفت بها إلى قضايانا العربية والإسلامية الكبيرتين، نستشعر بها الخطر الداهم علينا وعلى الأمة كُلِها، نصرة للبنان ولغزتنا الجريحة في ف_ل_س طين الأبيّة.

Exit mobile version