د. حمد الكواري: هل تكون أصداء احتجاجات الطلاب في الجامعات الأمريكية نقطة تحول كاحتجاجات فيتنام؟!
yasmin ahmad
د. حمد الكواري:
هل تكون أصداء احتجاجات الطلاب في الجامعات الأمريكية
نقطة تحول
كاحتجاجات فيتنام؟!
العدوان الإسرائيلي الإجرامي على غزة تجاوز كل الحروب بجرائمه الدموية في قتل الأطفال والنساء وتدمير المؤسسات التعليمية وتصفية الصحفيين وقصف المستشفيات ومنع الطعام والكهرباء والماء والاتصالات، وقتل الآلاف من البشر في شهرين بما لا يقارن بحروب طاحنة واسعة النطاق استمرّت لسنوات.
ما يستحق التوقف عنده أنه بالرغم من الدعم الرسمي الأمريكي والغربي شبه المطلق لإسرائيل، كان الإعلام وبالذات الإعلام الإلكتروني في اتجاه آخر تمامًا، إذ شهدت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي “طوفاناً آخر” من التعاطف مع الفلسطينيين فتح الباب لكثير ممن لديهم الشجاعة للوقوف ضد الصلف الإسرائيلي والدعوة إلى إقامة الدولة الفلسطينية، ومن هؤلاء شخصيات يهودية كبيرة ومؤرخون يهود تمردوا على السرد الصهيون .
بل إن جامعات أمريكية كبرى وعريقة مثل هارفارد Harvard ومعهد ماساتشوستس للتقنيات MIT تعرضت إداراتها وطلابها لممارسات خنق (حرية التعبير)!
وعلى الأرض كان هناك طوفان ثالث من المظاهرات الداعمة للفلسطينيين والمنددة بالعدوان التي اجتاحت المدن الأمريكية ومختلف العواصم الأوروبية، وبالأخص العاصمة البريطانية.
وقد نشرت جريدة نيويورك تايمز NYTimes في الصفحة الأولى بالأمس أن (احتجاجات الجامعات حَوْل غزة تعيد إلى الأذهان موجة الغضب التي اجتاحت الجامعات الأميركية عقب حركات الاحتجاجات ضد الحرب في فيتنام قبل ستين عامًا، وتساءلت (هل الحرب بين إسرائيل وحماس سيكون لها نفس النتائج)؟
ما يُحمد للإعلام الرقمي بكل صوره وأشكاله أنه أنشأ واقعًا جديدًا، إذ صار الحدث يُبث للعالم أجمع على الهواء مباشرة، ولم يعد بمقدور الاعلام التقليدي أي سيطرة على توجيه الرأي العام وتشكيل منظور الجماهير للأحداث والتحكم في السردية المنقولة.
وفي هذا الصدد، أشارت نيويورك تايمز إلى ما قالته إيمان عبيد، الناشطة ومديرة حملة الولايات المتحدة لحقوق الفلسطينيين: “لوقت طويل لم نتمكن من جعل القضية الفلسطينية قضية اهتمام للناس. الآن هم منشغلون بها لأنهم يرونها ويتابعونها في كل مواقع التواصل الاجتماعي”.
وترى الصحيفة أن الوقت ما زال مبكرًا للقطع بأن “الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني” – على حد تعبير الصحيفة – سيكون له النتائج نفسها في تشكيل ملامح الجيل الحالي كما شكلت المعارضة لحرب فيتنام ملامح الجيل حينذاك، وأشارت إلى تصريحات العديد من الباحثين أو الذين عاصروا حقبة حرب فيتنام بأن أوجه الشبه مع الاحتجاجات الحالية حول غزة حاسمة: “لدينا قوة عسكرية تسقط قنابل التدمير من الجو على منطقة صغيرة فقيرة من السكان غير البيض، إنها فجوة بين الأجيال حول أخلاقية الصراع، والإحساس بأن الحرب مزجت بين تيارات سياسية وثقافية واسعة النطاق، وثقة مطلقة بين الطلاب بأن قضيتهم عادلة ومنصفة”.