الهديل

د. حمد الكواري: ويستمر الدم الفلسطيني في السيلان على أرض فلسطين، لا معنى للتهاني..

د. حمد الكواري:
ويستمر الدم الفلسطيني في السيلان على أرض فلسطين، لا معنى للتهاني..

 

‏هل نستطيع أن نحتفل ونتبادل التهاني وكأن شيئا لا يحدث من حولنا؟
وكأننا أخوة يوسف؟
“عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني”.
هكذ استشرف الشاعر الفلسطيني محمود درويش ما سيعانيه وطنه من بعده.
وهكذا نستقبل العام الجديد بمزيد من الآلام، وفي “رأس السنة” لا نرى غير رؤوس الأطفال وقد قصفتها القنابل.
ولا نرى غير “ذروة” البربرية والتوحش وقد زادت ارتفاعاً فوق رؤوس مُنَكَسَّة للمنظمات الدولية المغلوبة على أمرها،
ولا نرى غير قمم تعقد دون جدوى في عبث البحث عن مخرج لعدوان غاشم.
ماذا يمكن أن يكون حالنا ونحن نطل برؤوسنا على السنة الميلادية الجديدة ونحن على سفح الآلام والأوجاع والآهات التي بلغت السماء.
في بداية كل عام اعتدنا أن نتبادل التهاني بالسنة الجديدة. ونعبر عن أمنياتنا بأن تكون السنة القادمة حافلة بالخير والسلام.
وعلى ضوء ما يتعرض الشعب الفلسطيني من إبادة وتهجير، وعلى ضوء ما نشاهده من جرائم وقتل في حق الأطفال والأمهات وكبار السن ودك المستشفيات والاجهاز على الجرحى وسرقة أعضاءهم، واستمرار هذه الفضائع ليل نهار، هل ما زلنا كبشر نجرؤ على أن نتبادل التهاني والتمنيات.
نلتفت شمالاً وجنوباًََ فلا نجد لصيحات الضمائر الحرة صدى.
ونرى العجز يستفحل في المنظمات الدولية، وقد صارت القوانين الإنسانية مضروب بها الحائط.
ترى هل بعد كل هذا الألم الذي نحن فيه نستطيع أن نحتفل ونتبادل التهاني والأماني وكأن شيئاً لا يحدث من حولنا؟ وكأنّنا “إخوة يوسف”؟
في الليلة التي يتواصل فيها العدوان بهمجية، ويستمر الدم الفلسطيني في السيلان على أرض فلسطين، لا معنى للتهاني، لم يعد هناك معنى لكثير من الأشياء المعتادة مادام معنى القيم الكبرى يلفظ أنفاسه تحت أنقاض الظلم وصمت العالم المتحضر.

 

دكتور حمد الكواري

وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء

رئيس مكتبة قطر الوطنية

Exit mobile version